Monday, November 30, 2009

الإمام الشافعي و مدرسته الفقهية

الإمام الشافعي
و مدرسته الفقهية
تأليف
الأستاذ الدكتور / علي جمعة
أستاذ أصول الفقه - جامعة الزهر
بسمر الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الإمام الشافعي و مدرسته الفقهية
هذه كلمات كاشفة تترجم للإمام الشافعي و تعرف بمدرسته الفقهية وكيف وصلت إلينا ، تلقى الضوء على
مجتهد من المجتهدين العظام ،ؤ الذين كان لهم أكبر الأثر في مسير ة الفقه الإسلامي بعامة ، و الفكر القانوني
بخاصة ، حتى أصبح الإمام الشافعي و مدرسته علامة فارقة في تاريخ الفكر و تاريخ العمل معًا ، كان
رضى الله عنه آية من آيات الله في كونه ليس على الله بمستغرب أن يجمع العالم في واحد ، فرضى الله عن
الإمام و جعله نبراسًا يحتذي ، و إمامًا يقتدي به و مثالاً صالحًا لطلبة العلم في سعيهم لتحصيله لنفع الناس و
إقامة و توضيح الحجة ، و عسى الله أن ينفع بهذه الورقات كثيرًا من خلقه .
ولقد قسمت الكتاب إلى بابين ، الأول في ترجمة الثاني في مدرسته كما سنرى .
و الحمد لله رب العالمين .
أ.د . علي جمعة
أستاذ أصول الفقه جامعة الأزهر
الباب الأول
الإمام الشافعي
-1 اسمه و نسبه و أسرته :
هو : أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ابن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد
المطلب بن عبد مناف .
فهو هاشمي مطلبي ، ابن عم رسول الله ( ص ) ، و أما أمه فالمشهور أنها كانت من قبيلة الأزد ،و كنيتها : أم
حبيبة .
و قيل : أمه هي فاطمة بنت عبد الله بن الحسين بن الحسن به على ابن أبي طالب .
وقد تزوج الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - بالسيدة : حميد ة بنت نافع بن عيين ة بن عمرو بن عثمان بن عفان ، و
ذلك بعد وفاة الإمام مالك سنة 1479 ه و عمر الشافعي آنذاك تسع و عشرون سنة ، كما أنه كانت له سري ة من الإما ء.
ورزق من امرأته العثمانية : أبو عثمان محمد ، و هو الأكبر ،و كان قاضيًا بمدين ة حلب . و ابنتان :قاطمة و زينب .
كما زرق من سريته بابن آخر يقال له الحسن ، مات و هو طفل .
-2 ميلاده و نشأته :
-1-2 مولده :
ولد - رحمه الله - سنة خمسين و مائة ،و هي السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيف ة- رحمه الله تعالى - . وقد ولد
- رحمه الله - بعسقلان و هي من قرى غزة ، فنشأ في إحدى قبائل اليمن المقيمة بفلسطين ، ثم سافرت به أمه إلى
مكة . و كان منزله بمكة بقرب ( شعب الخيف ) .
-2-2 دور والدته :
يحكى الإمام الشافعي أن والدته 8 خافت عليه في اليمن أن يخمل ذكره ، و يضيع نسبه ، و لا ينشأ على ما ينشأ عليه
 م ا  ا Page 1 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
ضرباؤه من قبيلته قريش ، فقالت له : الحق بأهلك فتكون مثلهم فإني أخاف أن تغلب على نسبك . فقدم مكة وعنده
قريبًا من عشر سنين أ . ه . وقد نشأ يتيمًا فقيرًا في حجر والدته ، حتى أنها لم يكن معها ما تعطى المعلم .
-3 عصر الشافعي :
-1-3 الحالة السياسية و الاجتماعية :
ولد الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - في أواخر عهد أبى جعفر المنصور العباسي ، و توفي في أوائل عهد المأمون
،م وقد شهد العصر الذي عاشه الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - استقرارًا سياسيًا .
و الجدير بالذكر أن العباسيين هم سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي ( ص ) و قد اشتهرت الدولة العباسية من
بين الدول التي عرفها التاريخ الإسلامي بأنها أطول عمرًا ، حيث استمرت من 132 ه / 750 م ) إلى ( 656 ه /
1258 م ) .
و يعد أبو جعفر المنصور هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية نظرًا للجهود الضخمة التي بذلها لاستقرار الدول ة،و قد
تولى الخلافة سنة ( 136 ه/ 754 م ) بعد أخيه أبى العباس السفاح و الذي يعتبر أول خليفة عباسي . وقد قام المنصور
بتأسيس مدينة بغداد و التي أصبحت العاصمة السياسية للدولة ، كما أصبحت أحد المراكز العلمية الرئيسية في البلاد
الإسلامية .
وقد اتجهت الخلافة العباسية منذ قيامها نحنو الشرق ، و أخذت الكثير من الحضارات الشرقية ، و خاصة الفرس ،
فأصبحت الدولة العباسية تدار مؤسساتها بنفس الطريقة التي كانت تدار بها المؤسسات الفارسية . و كانت الأحوال
الداخلية في هذا العصر تنعم بالاستقرار ،كما كانت للدولة الإسلامية في هذا الوقت من القوة ما جعلها مهابة الجانب .
لا تتعرض للغزو أو الاعتداء الخارجي .
ومن أهم المنجزات التي قام بها الخلفاء العباسيون خاصة إبان قوة الدولة العباسية ،و التي امتدت إلى سنة ( 232 ه /
847 م ) :
-1 تأكيد شرعية الخلافة العباسية ، و القضاء على المحاولات التي استهدفت النيل من تلك الخلافة ،مما أدى
الاستقرار السياسي والاجتماعي و الاقتصادي .
-2 إقامة حكم إسلامي توافرت فيه المساواة بين جميع شعوب الدولة الإسلامي ة بخلاف الدولة الأموية التي كانت تميز
العرب على غير هم من الشعوب .
-3 رعاية الدولة العباسية للحضارة الإسلامية العربية رعاية واسعة ،و إتاحة كافة الفرص أمام النمو الحضاري .
أما بالنسبة للسياسة الخارجية في هذا العصر فمن الملاحظ تقلص الفتوحات ،و إن كان تأمين حدود الدولة الإسلامية
ضد الدولة البيزنطية قد حاز اهتمام الخلفاء العباسيين،, حيث قاموا بتأمين الثغور ، و إنشاء القلاع ،و سلاسل من
الحصون المتصلة .وقد أخذت سياسة الدولة العباسية ضد البيزنطيين شك ً لا قويًا و منظمًا في عهد الخليف ة الرشيد ،
حيث كانت الغارات الإسلامية ضدهم تخرج بانتظام وفي أوقات معينة صيفًا و شتا  ء ، حتى هدد المسلمون العاصمة
القسطنطيني ة،وقد اشتهرت تلك الغارات العباسية باسم ( الصوائف و الشواتى ) .
و تمتع هذا العصر بالازدهار الاقتصادي و العلمي و الثقافي . و كانت الحركة العلمية في أوج نشاطها ،وقد اتسم هذا
العصر بأنه عصر نشأة العلوم الإسلامية ، و بداي ة التصنيف و التأليف فيها ،م و مثل هذه الفترات تمتاز بالحركة و
النشاط الواسع ، و حركات النقد المختلفة ، وانتشار المناظرات العلمية ، و المجالس المختلفة ، و الحوار بين شتى
المدارس و الاتجاهات .
-2-3 الحالة العلمية :
ساعد الاستقرار السياسي و الازدهار الاقتصادي على نشاط الحركة العلمية ، كما كان الخلفاء و تشجيعهم للعلماء
وحبهم للثقافة وراء مزيد من النشاط العلمي و الثقافي . ومن الملاحظ أن الخلفاء العباسيين - و خاصة الأوائل منهم -
قد امتازوا بالمستوى الثقافي و العلمي الرفيع ، فالمنصور و الرشيد والمأمون كانوا في مصاف العلماء .
و من أهم مميزات الحركة العلمية في هذا العصر تيسير سبل المعرف ة و الثقافة أمام الجميع ، و رعاية طلبة العلم على
اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ، و أدى هذا إلى ظهور جمهور من العلماء و الأدباء من أبناء العامة و الشعوب التي
أسلمت حديثًا .
ومن مظاهر الحياة العلمية في العصر العباسي : رواج حركة الترجمة من الحضارات القديمة ، وقد كانت الحضارة
الإسلامية في هذا العصر من القوة التي استطاعت معها أن تهضم و تنقح وتعيد صياغة كل ما نقل إليها و صبغه
بصبغتها الخاصة ، مما ساعد في مزيد من القوة و النضوج للحضارة الإسلامية . وقد أسهمت عروبة الخلفاء العباسيين
 م ا  ا Page 2 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
في جعل اللغة العربية هي لغة الحضارة الناشئة وسياجها الحامي لها.
وقد كان هذا العصر - نتيجة لما تمتع به من قوة سياسية واستقرار شامل وحرية فكرية - يموج بشتى الأفكار والفرق
، فنجد فرق المعتزلة و الشيعة و الزنادقة و الخوارج . وقد كان لحركات الزنادقة نشاط واسع أدى إلى آثار سلبية
كثيرة على المجتمع .
وكانت هناك كثير من المراكز العلمية التي كانت تزخر بالحركة العلمية النشطة : منها مكة المكرمة ، و المدين ة
المنورة ، و بغداد ؤ، و الكوف ة، و البصر ة، ومصر . ودمشق ، وبلاد ما وراء النهر ، و التي دخلت في الإسلام
حديثًا .
وفي هذا العصر ظهرت مدرستان أساسيتان في الفقه الإسلامي : مدرسة الرأي ، و مدرسة الحديث .
أما مدرسة الرأي فأبرز من يمثلها في الكوف ة: حماد بن أبى سليمان ، و أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، و تلامذته محمد
بن الحسن الشيباني ، و أبو يوسف القاضي ، وزفر بن الهذيل البصري ، و الحسن بن زياد اللؤلؤي ، وفي المدينة
ربيعة الرأي ابن عبد الرحمن. و تعد مدرسة الرأي امتدادًا لمدرسة عبد الله به مسعود - رضى الله عنه - الذي أقام
بالعراق ، وحمل عنه أصحابه العلم و قاموا بنشره حتى قال الحنفية : المذهب قول ابن مسعود . وكان عبد الله بن
مسعود شديد التأثر بمنهج عمر بن الخطاب في الأخذ بالرأي و البحث عن علل الأحكام حيث لا نص . كما كان
لأصحاب على بن أبي طالب - رضى الله عنه - دور كبير في مدرسة الرأي .
ومن أشهر أصحاب ابن مسعود علقمة بن قيس النخعى ، و الأسود بن يزيد النخعى ، ومسروق بن الأجدع الهمداني ،
وعبيدة بن عمرو السلماني ، وشريح بن الحارث القاضي ، و الحارث الأعور ، وهم جميعًا من فقهاء القرن الأول ،
83 ه ) . ثم تزعم مدرس ةالرأي الإمام إبراهيم بن يزيد النخعى ، ثم أتى بعده - وماتوا رحمهم الله بين سنتي ( 63
الإمام أبو حنيفة فتبلورت على يديه هو و أصحابه طريقة مدرسة الرأي و استقر أمرها .
وكانت مدرسة الرأي مزدهرة في العراق و مراكزه العلمية ، كما كان لها وجود قليل في المدينة حيث كان يقيم الإمام
ربيعة بن عبد الرحمن المشهور بربيعة الرأي .
وترى مدرسة الرأي أن شريع ة الإسلام معقولة المعنى ، مبني ة على أصول محكمة ، وعلل ضابطة للأحكام ، ودور
الفقيه أن يكشف عن هذه العلل ليستطيع الحكم فيما استجد من الأمور .
وقد كان لشيوع الفرق المختلفة بالعراق ، و انتشار البدع فيه ، وكثرة الكذب والوضع على النبي ( ص ) والصحاب ة
أثر بالغ في تقلل أئمة الرأي من رواية الحديث والاعتماد على الاستنباط مما صح عندهم ، خاصة و أنه التصنيف في
السنة النبوية كان مازال في أطواره الأولى ، ولم يصنف أئمة الحديث المعتبرين بعد كتبهم المختارة المنتقاة التي يمكن
الاعتماد عليها .
أما مدرسة الحديث فكان يمثلها العديد من الأئمة منهم : سعيد بن المسيب ، وعرو ة بن الزبير ، و القاسم بن محمد و
عبيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وخارجة بن زيد ، وسليمان بن يسار ، وسالم بن عبد الله بن عمر ،و أبو بكر
بن عبد الرحمن بن الحارث ، وعمرو بن حزم ،و محمد بن سيرين ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وعطاء
ابن أبى رباح ، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، و عبد الرحمن بن أبى ليلى ، و وكيع بن الجراح ، ومالك بن
أنس ، والليث بن سعد ، ومسلم بن خالد الزنجي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، و الإمام الشافعي ،
وأحمد بن حنبل ، و إسحاق بن راهوية ، و غيرهم كثيرون من أئمة مدرسة الحديث .
وتعد مدرس ة الحديث امتدادًا لمدرسة عبد الله بن عباس ، وعبد الله ابن عمر ، وعائش ة- رضى الله عنهم - وغيرهم
من فقهاء الصحابة الذين أقاموا بمكة و المدينة واشتهر أصحابهم بها . و لما كانت مدرسة الحديث منتشرة بمكة و
المدينة ، كان لها وجودها القوى أيضًا بالعراق حيث كان يمثلها عامر الشعبي وسفيان الثوري ، كما كان لها وجودها
القوى بالشام حيث مثلها الإمام الأوزاعي ، وعبد الله بن المبارك ، ومحمد بن جرير الطبري .
وقد كان الخلفاء العباسيون يعلمون بمذهب جدهم عبد الله بن عباس ، وقد جمع فتياه حفيد للمأمون ، واسمه أبو بكر
محمد بن موسى بن يعقوب .
و تمتاز مدرسة الحديث بالوقوف عند النص من الكتاب أو السنة فإن لم يجدوا نظروا في آثار الصحابة ، وكان لكثرة
بضاعتهم من الحديث وحفظهم له ، وقلة ما يعرض لهم من مستجدات الحوادث في الحجاز - معقل مدرسة الحديث -
أثر كبير في عدم الحاجة إلى التوسع في الاستنباط بخلاف ما كان عليه الحال في العراق .
ومن الممكن القول بأن التشريع الإسلامي في هذا العصر كان في دوره الرابع , باعتبار أن الدور الأول كان في عصر
النبي ( ص ) ، والدور الثاني هو دور الصحابة ويمتد حتى نهاية عصر الراشدين سنة 41 ه ، والدور الثالث و الذي
 م ا  ا Page 3 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
يمتد من سنة 41 ه وحتى سقوط الدولة الأموية .
وقد امتاز الدور الثالث بأربعة أمور : اتساع دائرة الفقه / شيوع رواية الحديث / بداية ظهور مدرستي أهل الحديث و
أهل الرأي / ارتباط كل بلد بما تلقوه من العلم عن فقهائهم الذين أخذوا عمن استقر عندهم من الصحابة .
ثم يأتي بعد ذلك الدور الرابع و الذي يبدأ من أوائل القرن الثاني و يمتد إلى منصف القرن الرابع ، وقد نما الفقه في
هذا الدور نموًا عظيمًا ، وزود الدولة الإسلامية بكل ما تحتاجه لتنظيم أمورها في شتى المجالات السياسية و
الاقتصادية و الاجتماعية . وفي هذا الدور ظهر نوابغ الفقهاء ، وفيه كان المجتهدون العظام الموجودة ، كما دون في
هذا الدور علم الفقه بصورة متكاملة ، وضبطت قواعده ، وقعدت أصوله ، وجمعت أشتاته . كما دونت السنة تدوينًا
كام ً لا مما ساعد البحث الفقهي أتم المساعدة .
مميزات العصر العلمية :
نستطيع أن نجمل مميزات العصر على وجه الإجمال فيما يلي :
-1 اشتداد الخلاف بين مدرستي الرأي و الحديث ، ثم استقرار الأمر على اعتبار الرأي مدرسة فقهية صحيحة متى
كانت قائمة على أصول محددة بعيدة عن الهوى .
-2 نهوض الفقه واتساع آفاقه ، وظهور العديد من القضايا المستجدة .
-3 اتجاه الدولة إلى الأخذ ببعض المذاهب المحددة في القضاء و الحكم .
-4 ازدهار التدوين في كثير من العلوم .
-5 ظهور الفقه التقديري الفرضي ، بعد أن كان الفقه واقعيًا ، لا يبحث عن حكم ما يقع من الحوادث ، أما في هذا
العصر فقد تجاوز الفقهاء الواقع إلى فرض وقائع وتقدير نوازل لم تحدث بعد ثم بحث حكمها .
-6 كثرة الآراء في المسألة الواحدة ، نظرًا لتعدد مناهج البحث ، وأصول المذاهب .
-4 طلبه للعلوم ورحلته :
-1-4 البداية :
حفظ الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - القرآن ،ولم يتجاوز سبع سنين ، وكان يقرأ على إسماعيل بن قسطنطين ،
وكان شيخ أهل مكة في زمانه ، ثم بدأ طلبه للعلم مبكرًا ، وعمره نحو عشر سنين ، وحبب إليه العلم جدًا ، فكان
يجالس العلماء بمكة ، ويحفظ الحديث و المسائل ، فيحكى عن نفسه فيقول : جعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى
رزقني الله منه ما رزق .
-2-4 فقر الإمام الشافعي و أثره في طلبه العلم :
وقد كان الشافعي أول أمره فقيرًا لا يجد ما يعطى المعلم ، فرضى منه المعلم أن يخلفه في مجلسه إذا قام ليضبط له
الكتاب حتى يعود . فلما ختم القرآن بدأ في مجالسة العلماء في المسجد الحرام وتلقى العلم عنهم ، وكان لفقره لا يجد
ثمن الورق ليكتب فيه . فكان يجمع العظام العريضة ليكتب فيها ، ثم يحفظها في جرة قديمة كانت لديهم .
وقد حال الفقر بين الشافعي - رحمه الله تعالى - وبين الرحلة إلى الإمام الليث بن سعد بمصر ، فكان شديد الحزن
على ما فاته من لقاء الليث بن سعد إمام مصر في ذلك العهد ، و أحد الأئمة المجتهدين .
ومع هذا فقد كان الشافعي يرى في الفقر أكبر دافع لتعلم العلم ، ويرى أن الغنى من موانع النشاط في تعلم العلم ،
ويقول : لا يصلح طلب العلم إلا لمفلس ، فقيل : ولا الغنى المكفى ؟ فقال : ولا الغنى المكفى .
-3-4 رحلته إلى المدينة :
ثم رحل - رحمه الله - إلى المدينة للأخذ عن علمائها ، فقد كان حفظ موطأ الإمام مال ك ، و أراد أن يتلقاه عن الإمام
مالك نفسه ، وقد استصغر الإمام مالك سنه في أول الأمر ، وطلب من الشافعي أن يحضر معه من يقرأ له ، فلما سمع
قراءة الشافعي أعجب مالك بها جدًا ، لفصاحة الشافعي وجودة قراءته .
وقد حفظ الشافعي الموطأ و قرأه على الإمام مالك وعمره ثلاث عشرة سنة تقريبًا ، أي كان ذلك سنة 1693 ه
ولازمه حتى وفاته سنة 179 ه ، أي أنه لازم الإمام مالك ست عشرة سنة .
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: قدمت المدينة و أنا ابن ثلاث عشرة سنة ؛ لأقرأ على مالك الموطأ ، فقال
لي : أطلب من يقرأ لك . فقلت : أنا أقرأ لنفسي ، فقرأت عليه ، فكان ربما يقول لي في حديث من الأحاديث أعده ،
فأعيده حفظًا .
-4-4 رحلته الأولى إلى العراق :
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: لما مات مالك كنت فقيرًا ، فاتفق أن والى اليمن قدم المدينة فكلمه بعض
 م ا  ا Page 4 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
القرشيين في أن أصحبه ، فذهبت معه ، واستعملني في أعمال كثيرة ، وحمدت فيها ، و الناس أثنوا على .
ولم يكن عند أمي ما تعطيني ما أتحمل به فرهنت دارًا ، فتحملت معه .
يقول الشافعي : ووليت نجران ، وبها بنو الحارث بن عبد المدان ، وموال من ثقيف ، وكان الوالي إذا أتاهم فأردوني
على نحو ذلك فلم يجدوا عندي .
وقد سار الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - فيهم بالعدل ، فوشوا به للخليفة فحمل إلى بغداد عاصمة الدولة العباسية
سنة 1484 ه ، و أدخل على هارون الرشيد الذي عرف للشافعي قدره ومكانته فأطلقه ، وأجازه بخمسين ألفًا . يقول
الشافعي : فما وصلت إلى الباب حتى فرقت الخمسين ألفًا على حجاب أمير المؤمنين و بوابيه .
ثم أخذ الشافعي يتصل بالحياة العلمية ببغداد ، وكان ذلك أول أخذه لعلم عن علماء بغداد وخاصة الإمام محمد بن
الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة صاحب المذهب المشهور . وقد أكثر الشافعي من الأخذ على محمد بن الحسن ، وتلقى
جميع مصنفاته ، ودرس مذهب الحنفية دراسة واسعة حتى كان يقوم ، ويناظر تلاميذ محمد بن الحسن في مجلسه .
وقد أقام الشافعي مدة في بغداد ، سافر بعدها عائد ًا إلى بلده مكة ، ليعقد بها أول مجالسه في الحرم المكي .
-5-4 الرحلة الثانية و الثالثة إلى بغداد :
ثم عاد الشافعي بعد ذلك من مك ة إلى بغداد ، وذلك سنة 195 ه ، وقد بلغ من العمر خمس ًا و أربعين سنة ، وقد
استوى عالمًا له منهجه المتكامل ، ومذهبه الخاص به .
وقد كان للشافعي في هذه الرحلة الثانية أثر واضح على الحياة العلمية في بغداد .
يقول الإمام إبراهيم الحربي ( وهو أحد المجتهدين من مدرسة الحديث ) : قدم الشافعي بغداد ، في الجامع الغربي
عشرون حلقة لأصحاب الرأي ، فلما كان في الجمعة لم منها إلا ثلاث حلق أو أربع .
، « الحجة » وقد مكث الشافعي في بغداد في هذه القدمة سنتين ، نشر بها مذهبه القديم ، وصنف كتابه المسمى ب
وتخرج به جماعة من الفقهاء . ولازمه فيها أربعة من كبار أصحابه : أحمد بن حنبل ، و أبو ثور ، والزعفراني ، و
الكرابيسى .
ثم رجع الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - إلى مكة ليعود إلى بغداد مرة ثالثة و أخيرة في سنة 198 ه ، إلا أنه لم
يمكث في هذه المرة الخيرة غير بضعة أشهر عزم فيها على الرحيل إلى مصر .
-6-4 الرحلة إلى مصر :
غادر الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - بغداد بعد أن نشر بها مذهبه ، وترك بها عددًا كبيرًا من أصحابه تولوا بعده
نشر المذهب ، والتصنيف فيه حتى أصبحت لهم مدرسة متميزة خاصة بهم داخل المذهب الشافعي عرفت بمدرسة
العراقيين .
وكان الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يعرف جيدًا أحوال مصر قبل قدومه ، فقد سأل الربيع عن أهل مصر قبل
أن يرحل إليهم فقال الربيع : هم فرقتان ، فرقة مالت إلى قول مالك وناضلت عنه ، وفرقة مالت إلى قول أبى حنيفة
وناضلت عنه .
فقال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - : أرجو أن أقدم مصر إن شاء الله ، فآتيهم بشي ء أشغلهم به عن القولين
جميع ًا . فكان كما قال رحمه الله تعالى .
وكان قد نبغ بمصر عدد من أئمة المالكية ، فأول من أدخل مذهب مالك الإمام عبد الله بن وهب ، وتبعه كثيرون ،
كعبد الرحمن بن القاسم ، و أشهب بن عبد العزيز ، وانتهت إليهما رئاسة المذهب المالكي بمصر ، كما كان من أئمة
المالكية عبد الله بن الحكم ، وابنه محمد ، و الذي صحب الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى لما قدم مصر .
وكان بالإضافة إلى المالكية و الحنفية يوجد أصحاب الإمام الليث ابن سعد، والذي قال الإمام الشافعي - فيه : الليث
أفقه من مالك ، إلا أن أصحابه لم يقوموا به . وكان الشافعي يتأسف كثيرًا على فوات الليث ، وقد توفى الليث سنة
175 ه ، وكان الشافعي فقيرًا لا يملك نفقة السفر إلى مصر للقائه .
وقد قدم الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - مصر سنة 199 ه ، صاحب ًا معه من تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي
، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، و اللذين كانا ملازمين له في رحلاته ، وابتدأ في إلقاء دروسه بجامع عمرو بن
العاص ، ومال إليه كثير من المصريين لعربيته و قرشيته، وتحول كثير مهن أتباع مالك وأبى حنيفة إلى مذهبه ،
كالإمام البويطى والمزني .
-5 نبوغ الشافعي :
-1-5 إجازة الشافعي المبكرة بالإفتاء و التدريس ونحوه :
 م ا  ا Page 5 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
ظهر نبوغ الإمام الشافعي مبكرًا ، حتى أذن له شيوخه بالإفتاء هو ابن خمس عشرة سن ة، فلم يكن لطالب العلم حسب
النظام العلمي المتبع آنذاك أن يتصدر للتدريس و الإفتاء و التصنيف إلا بعد أن يأذن له شيوخه بذلك حين يرونه آه ً لا
وجديرًا بهذا ، ولا يتقيدون في ذلك بسن ، بل من ر أوه أه ً لا أجازوه و أذنوا له .
قال له شيخه الإمام مسلم بن خالد الزنجي شيخ مك ة المكرمة في عصره : افت يا ‹أبا عبد الله ، فقد - والله - آن لك
أن تفتى . والشافعي ابن خمس عشرة سنة .
وهذا هو شيخه محمد بن الحسن صاحب الإمام أبى حنيفة يعرض على الشافعي أحد كتبه ، ويحب أن ينظر فيها .
يقول له محمد بن الحسن : وضعت كتابًا على أهل المدينة تنظر فيه ؟ فينظر فيه الشافعي : أوله خطأ ، على من
وضعت هذا الكتاب ؟ قال محمد : على أهل المدينة . قال الشافعي : من أهل المدينة ؟ قال محمد : مالك بن أنس . قال
الشافعي : فمالك رجل واحد ، وقد كان بالمدينة فقهاء غير مالك : ابن أبى ذئب و المجاشون ، وفلان و فلان . وقال
رسول الله ( ص ) : المدينة لا يدخلها الدجال ، و المدينة لا يدخلها الطاعون ، و المدينة على كل بيت منها ملك شاهر
سيفه .
-2-5 نبوغ الشافعي :
لقد جاوز نبوغ الشافعي ما كان معاصروه أن يروه في أحد من العلماء حتى قال أيوب بن سو يد الرملي لما رأي
الشافعي : ما ظننت أنى أعيش حتى أري مثل هذا الرجل قط .
إني لأدعو الله عز وجل للشافعي في كل » : وكان يحيى القطان - وهو أحد علماء السنة النبوية البارزين - يقول
يعنى لما فتح الله عز وجل عليه من العلم ، ووفقه للسداد فيه . . « صلاة
كنا بمكة و الشافعي » : وقال إسحاق بن راهوية - وهو أحد علماء السنة النبوية البارزين و أحد فقهاء مدرسة الحديث
، وأحمد بن حنبل - أصحاب المذهب المشهور - بها فقال لي أحمد بن حنبل : يا أبا يعقوب جالس هذا الرجل - يعنى
الشافعي - . قلت : ما أصنع به ، وسنه قريب من سننا ؟ أترك ابن عيينة و المقبرى ( وهما من أهم حفاظ الحديث
النبوي ورواته في هذا العصر ) . فقال أحمد بن حنبل : ويحك إن ذاك يفوت ، وذا لا يفوت فجالسته ) . يريد الإمام
أحمد أنه إذا لم يجالس الشافعي للتعلم يفوته ما عنده ، ولا يجد أحدًا عنده مثله ، بخلاف إذا فاته سماع الحديث من ابن
عيينة و المقبرى فإنه يستطيع أن يسمعه من تلاميذهم .
لأنه من عادة أهل الحديث أهن يقصدوا سماع ؛ « ما أصنع به وسن ة قريب من سننا » : و إنما قال إسحاق بن راهوي ة
الحديث ممن كبرت سنة وعلت ، حتى يكون رجال الإسناد بينهم و بين رسول الله ( ص ) أقل ما يمكن من حيث العدد
، وهو ما يسمونه بعلو الإسناد . وعلى سبيل المثال فإن ابن عيينة من شيوخ الشافعي الذين أكثر الشافعي من الأخذ
عنهم ، فإذا تواجد الاثنان في بلدة واحدة كما في القصة السابقة ، كان من الأفضل من حيث الإسناد أن تذهب لابن
عيينة للسماع منه فتكون قد ساويت الشافعي في شيوخه ، بينما إذا ذهبت إلى الشافعي تكون قد زدت على نفسك رج ً لا
في الإسناد ، و أصبح إسنادك ناز ً لا كما يسميه علماء الحديث ، لكن لما كان عند الشافعي من الفقه و العلم ما ليس عند
ابن عيينة حبذ الإمام أحمد الأخذ عن الشافعي ، و إن كان الإسناد سيصبح ناز ً لا .
نستطيع في ضوء هذا أن نقرأ الواقعة التالية : سافر الإمام أحمد للحج ، فما كان بمكة خرج يومًا باكرًا ، فطلبه أحد
أصحابه في مجلس ابن عيين ة و عنده ابن الزهري و عمرو بن دينار و زياد بن علاقة و التابعين ما الله به عليم
( يعني عنده من حديثهم الذي يروونه عن الصحابة عن النبي ص ) . فقال لي أحمد : اسكت ، فإن فاتك حديث بعلوه
تجده بنزول ؛ لا يضرك في دينك ، ولا في عقلك ،وإن فاتك أمر هذا الفتى أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة ، ما
رأيت أحدًا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي . قلت من هذا ؟ قال : محمد بن إدريس الشافعي .
وقد كان الإمام أحمد لا يدع أحدًا من أصحابه إلا ودله على الإمام الشافعي ، فها ه يدل عليه الإمام إسحاق بن راهوي ة،
كان أحمد بن حنبل » و كذلك يدل الإمام الحميدي . يحكى الحميدي - وهو أيضًا من أئمة الحديث وكان مكيًا - فيقول
قد أقام عندنا بمكة على سفيان بن عيينة فقال لي ذات يوم : ههنا رجل من قريش له بيان و معرفة . فقلت له : فمن
. « هو ؟ قال : محمد بن إدريس الشافعي . وكان أحمد بن حنبل قد جالسه بالعراق ،فلم يزل بي حتى أجتذبنى إليه
فلما ذهب الحميدي إلى الشافعي أعجب به جد ًا ، و أصبح من كبار أصحابه ، و أخذ يدعو الناس إلى مجالسته و الأخذ
عنه حتى أصبح مجلس الشافعي يقرب من مجلس سفيان بن عيينة ، فقد كان الشافعي أول الأمر يجلس جانبًا بالحرم
المكي ، بينما يجلس ابن عيينة بصدر الحرم . يحكى لنا الحميدي ذلك فيقول : وكان كلامه وقع في قلبي ، فجالسته .
فغلبتهم عليه ( يعنى أصبحت أقرب إليه من أصحابه القدامى ) ، فلما نزل تقدم مجلس الشافعي ، حتى كان يقرب
مجلس سفيان بن عيينة .
 م ا  ا Page 6 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
ولكن هذا هو شيخ الشافعي : الإمام سفيان بن عيين ة نفسه يرجع إلى تلميذه النجيب الشافعي يسأله عن فقه حديث رواه
يقول إبراهيم بن محمد : كنا في مجلس ابن عيينة - و الشافعي حاضر - فحدث ابن عيينة أن النبي ( ص ) مر به
رجل في بعض الليل ، وهو مع امرأته صفية ، فقال ( ص ) : تعال ، هذه امرأتي سفية . فقال : سبحان الله ! يا
رسول الله . قال ( ص ) : إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم . فقال ابن عيينة للشافعي : ما فقه هذا الحديث
يا أبا عبد الله . قال : إن كان القوم اتهموا النبي ( ص ) : كانوا بتهمتهم إياه كفارًا ، لكن النبي ( ص ) أدب من بعده
فقال : إذا كنتم هكذا فافعلوا هكذا ، حتى لا يظن بكم ظن السوء ؛ لأن النبي ( ص ) يتهم ؛ وهو أمين الله عز وجل
في أرضه ، فقال ابن عيين ة: جزاك الله خيرًا يا أبا عبد الله ما يجيئنا منك إلا كل ما نحبه .
ولم يكن سفيان بن عيينة قليل القدر في الفقه و العلم ولكنه أدب العلماء الرذي جعله يعطى كل ذي حق حقه ، وكان من
أدب سفيان ابن عيينة أنه كان لا يجب الفتيا ،حتى إن الشافعي كان يقول : ما رأيت أحدًا من الناس فيه من آلة العلم
ما في سفيان بن عيين ة ، وما رأيت أحدًا أكف عن الفتيا منه ، وما رأيت أحد ًا أحسن لتفسير الحديث منه .
ويقول الإمام أحمد بن حنبل : كانت أقفيتنا أصحاب الحديث في أيدي أصحاب أبي حنيف ة ما تنزع (
[1]
) ، حتى رأينا
الشافعي ، وكان أفقه الناس في كتاب الله وسنة رسول الله ( ص ) .
-6 شيوخه و تلاميذه :
-1-6 شيوخه :
أخذ العلم عن شيوخ مكة منهم : سفيان بن عيينة إمام أهل الحديث ، وملم بن خالد الزنجي فقيه مكة ، وسعيد بن سالم
القداح ، وداود بن عبد الرحمن العطار ، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى داود . كما لازم الإمام مالك بالمدينة
سنين حتى توفى سنة 179 ه .
و أخذ بالمدينة أيضًا عن إبراهيم بن سعد الأنصاري ، و عبد العزيز ابن محمد بن الدراوردي ، و إبراهيم بن أبى يحي
الأسلمي ، ومحمد بن سعيد بن أبى فديك ، وعبد الله بن نافع الصائغ صاحب ابن أبى ذئب .
ولما سافر لبغداد في المرة الأولى أخذ عن :محمد بن الحسن الفقيه صاحب أبى حنيفة ، ووكيع بن الجراح ، و عبد
الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، و أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي ، و إسماعيل بن علية ، و هؤلاء الأربعة من حفاظ
الحديث النبوي .
-2-6 أصحابه و تلاميذه :
من أصحاب الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - الإمام أحمد بن حنبل ،وقد رأينا فيما سبق كيف كان حب الإمام أحمد
للشافعي ، و حرصه على حضور مجالسه ، و حث أصحابه على حضورها .
وكان الإمام أحمد يجب المكث مع الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - ،فيقول للحسن بن محمد الصبا ح: إذا رأيت أبا
عبد الله الشافعي قد خلا فأعلمني ، قال : وكان يجيئه إذا ارتفع النهار فيبقى معه .
وقد كان الحب بينهما متباد ً لا ، وكان الإمام الشافعي بعد أن استقر بمصر يتمنى قدوم الإمام أحمد ويقول و عدني أحمد
بن حنبل أن يقدم على مصر .
ولكن يبدو أن خفة ذات يد الإمام أحمد و فقره منعته من الوفاء بوعده للإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - .
و من أصحابه : أبو بكر الحميدي ،و الذي كان من حفاظ الحديث ، فكان لأهل مكة ،كأحمد بن حنبل لأهل العراق .
ومن أصحابه : أبو الوليد المكي موسى بن أبى الجارود ، راوي كتاب الأمالي عن الشافعي .
ومن أصحابه : الإمام الجليل أبو يعقوب البويطى ، و هو أكبر أصحاب الشافعي المصريين .
ومن أصحابه : الإمام الجليل أبو إبراهيم المزني ، ناصر مذهب الشافعي ، وصاحب المختصر المشهور بمختصر
المزني .
ومن أصحابه : الإمام الجليل الربيع بن سليمان المرادي ، راوية كتب الإمام الشافعي .
ومن أصحابه : الإمام الجليل أبو ثور إبراهيم بن خالد البغدادي ، وكان من العلماء المجتهدين .
-3-6 علاقته بتلاميذه :
كان للشافعي طريقته المتميزة في تربية تلاميذه ، و كان حريصًا أشد الحرص على تنمية روح الاجتهاد و الاستقلال
في نفوسهم .
وكان يقول لهم : كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم و تقبله و تره حقًا فلا تقبلوه ؛ فإن العقل مضطر إلى قبول
الحق .
 م ا  ا Page 7 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
و كان الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - ينهى تلاميذه أشد النهى عن التقليد سواء له أو لغيره .
يقول الإمام المزني في مقدمة المختصر المشهور في الفقه : أختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن إدريس الشافعي
رحمه اله ومن معنى قوله ، لقربه على من أراده ، مع إعلامي ة نهيه عن تقليده ، و تقليد غيره لينظر فيه لدينه ،و
يحتاط فيه لنفسه ،و بالله التوفيق .
و لهذا فإن الراصد لطبقات علماء الشافعية يجدهم قد فاقوا سائر المذاهب الأخرى في عدد من وصل منهم لرتبة
الاجتهاد ، حتى إنه لا تكاد تخلو طبقة منهم من مجتهد أو أكثر،مما يعنى أن سلاسل المذهب وأسانيده متصلة
بالمجتهدين في طبقاتها جميعًا ، و هذه منقبة عظيمة (
[2]
. (
و يكلم الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يشجع تلاميذه على التفكير و يحثهم عليه 8 بشتى الوسائل و يجعل لهم
الجوائز المالية لمن أصاب منهم ، يقول الحميدي : كان الشافعي ربما ألقى على و على ابنه أبى عثمان المسألة فيقول :
أيكما أصاب فله دينار .
وكان شديد الحب لأصحابه واسع الجود معهم ، يقضى لهم حوائجهم و يساعدهم في أمورهم ، وقد ذكرنا في باب
صفات الشافعي تحت صفة الجواد الكثير من المواقف .
وقد بلغ حب الشافعي من نفوس أصحابه مبلغ ًا كبيرًا ، فكانوا لا يتوانون عن نشر مذهبه و قراءة كتبه من بعده حرصًا
منهم على نشر علم الشافعي بين الناس لينتفعوا به .
يقول الربيع بن سليمان المرادي : كتب إلى أبى يعقوب البويطى و هو في السجن ( وكان البويطى قد أخلفه الشافعي
في مجلسه بعده ، فلما سجن البويطي جلس مكانه الربيع بن سليمان المرادي راوية كتب الشافعي ) : يسألني أن أصبر
نفسي للغرباء ممن يسمع كتب الشافعي و يسألني أن أحسن خلقي لأصحابنا الذين في الحلقة ، و الاحتمال منهم ، و
يقول لم أزل أسمع الشافعي كثيرًا يردد هذا البيت :
أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ولن تكرم النفس التي لا تهينها
-7 مذهبه الفقهي :
-1-7 أهمية مذهب الشافعي :
لمذهب الشافعي أهمية كبيرة و انتشار واسع من عصر الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - ،و إلى يومنا هذا .
و لعلماء المذهب الشافعي أثر بالغ في تاريخ العلوم الإسلامية قاطبة ، و المؤلفون في شتى العلوم بين علماء هذا
المذهب في غاية الكثرة ، ( َ ذلِ  ك َف  ضل اَللهِ يؤتِيهِ  من ي َ شآء ) (
[3]
) ، بل لو أراد طالب علم منتسب إلى مذهب
الشافعي ألا يتعلم العلوم الإسلامية إلا من خلال مؤلفات وضعها علماء شافعية لتيسر له ذلك تمامًا ، ودون أدنى
مشقة .
ولآراء الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - قيمتها الخاصة منذ كانت ؛ يقول حميد بن أحمد البصرى : كنت عند أحمد
بن حنبل ، نتذاكر في مسألة ، فقال رجل لأحمد : يا أبا عبد الله ، لا يصح فيه حديث .
فقال : إن لم يصح فيه حديث ، ففيه قول الشافعي ، وحجته أثبت شئ فيه . ثم قلت للشافعي : ما تقول في مسألة كذا
و كذا ؟ فأجاب فيها قلت : من أين قلت ؟ هل فيه حديث أو كتاب ( يعني قرآن ) . قال الشافعي : بلي ، فنزع في ذلك
حديثًا للنبي ( ص ) ، وهو حديث نص في المسألة .
و هكذا نجد في هذا الموقف أن الشافعي أكثر استحضارًا لنصوص الكتاب و السنة ، و أكثر قدرة في الاستدلال بها من
كبار حفاظ الحديث .
و مذهب الشافعي أقل خطأ و أكثر اتباعًا للكتاب و السنة ، هكذا كان يراه معاصروه ، من كبار أئمة ذلك الوقت ،
والذين اتصلوا بكافة المذاهب الموجودة في ذلك الوقت .
و يقول الإمام إسحاق بن راهوية ( قرين الإمام أحمد بن حنبل و أحد المجتهدين ) : ما تكلم أحد بالرأي - وأكر
الثوري ، و الأوزاعي ، و مالكًا ، و أبا حنيفة ، إلا و الشافعي أكثر اتباع ًا ، وأقل خطأ منه .
-2-7 مذهب الشافعي و اتباعه للسنة النبوية :
لعل هذه الخصيصة من أهم خصائص مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - .
يقول الإمام أحمد : ما من أحد وضع الكتب منذ ظهرت ( يعني في الإسلام ) أتبع للسنة من الشافعي .
يقول الإمام أحمد هذا ، وقد سبق الإمام الشافعي إلى التأليف أمثال الزهري ، و مالك ، و أبى حنيفة ، و الأوزاعي ، و
 م ا  ا Page 8 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
غيره من مصنفي العلماء .
يقول الإمام أحمد : كان الشافعي إذا ثبت عنده الخبر قلده .
و يحكى الإمام الربيع بن سليمان المرادي أن الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى روى حديثًا ذات يوم ، فقال له رجل :
تأخذ بهذا يا أبا عبد الله . فقال الشافعي : سبحان الله ! أروى عن رسول الله ( ص ) شيئًا لا آخذ به ، متى عرفت
لرسول الله ( ص ) حديث ًا ، ولم آخذ به : - فأنا أشهدكم أن عقلي قد ذهب .
ومن المشهور حرص الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - على اتباع السنة النبوية ، و تنبيهه على أصحابه ألا يتبعوه
في أي مسألة خالف فيها حديثًا النبي ( ص ) أولى ، و لا تقلدوني .
وكان الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يقول : كل حديث عن النبي ( ص ) فهو قولي ، و إن لم تسمعوه مني .
و من جهة أخرى فأن الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - قد بلغ الغاي ة في إتقان رواية الحديث ، وكان من أجل
حفاظه حتى عد علماء الحديث أشرف الأسانيد في الدنيا ما رواه الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي
( ص ) .
-3-7 مذهب الشافعي بين مدرسة الرأي و أهل الحديث :
انقسم الفقهاء في عصر الشافعي و ما قبله إلى مدرستين : فقهاء مدرسة الرأي ، و على رأسها الإمام أبو حنيفة و
أصحابه ، و مدرسة الحديث ، و على رأسها الإمام مالك و أصحابه ، و كان كل منهما يمثل مدرسة مستقلة لها
علماؤها و رموزها ،و منهجها الخاص في استنباط الأحكام الشرعية .
و كان الجدال قد بلغ أشده بين هاتين المدرستين ، خاصة و العلوم الشرعية كانت مازالت في طور النشوء ، ولما
تستقر مناهجها بعد .
وقد أخذ الشافعي العلم من أئمة المدرستين مع ًا، و أحسن تلقيهما و فهمهما ، فأخذ عن رموز مدرسة الحديث ، كالإمام
مالك ، و مسلم ابن خالد الزنجي .
و أخذ عن رموز مدرسة الرأي ، كربيعة الرأي بن عبد الرحمن ، كما تلقى الشافعي مذهب الحنفية - كما تقدم - عن
محمد بن الحسن صاحب الإمام أبى حنيفة ، و أنفق الشافعي - على فقره - مبالغ كبيرة في تحصيل نسخ من مؤلفات
، « فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثًا » : الإمام محمد بن الحسن ، فملا حصلها أخذ في تدبرها ، يقول الشافعي
يعني من المسائل التي يرى الشافعي أنها مخالفة للسنة النبوية .
وقد كان للشافعي دور بالغ الأهمية في حسم الجدل الفقهي الذي كان دائرًا بين هاتين المدرستين الفقهيتين السائدتين في
هذا الوقف ، حيث يسر له الجمع بين المدرستين من القيام بدور كبير في حسم الجدل الدائر ، وترجيح القواعد و
الأصول الفقهية .
و لكن لم ينشئ الشافعي مدرسة مستقلة ، بل هو معدود من أئمة مدرسة الحديث ، ومنه الممكن القول بأن دوره تمثل
في التخلص من المآخذ التي كانت تؤخذ عليهم ، وفي نفس الوقت الذي استطاع فيه تحصيل نقاط القوة التي كان يمتاز
بها أئمة مدرس ة الرأي مع مجانبة المآخذ التي تؤخذ عليهم أيضًا .
وكان الشافعي لا ينى في الدفاع عن مدرسته الحديثية ، يقول الشافعي : قال لي محمد بن الحسن : أيهما أعلم صاحبنا
أو صاحبكم ؟ يعني مالكًا و أبا حنيفة .
قلت : على الإنصاف ؟ قال : نعم . قلت : فأنشدك بالله . من أعلم بالقرآن : صاحبنا أم صاحبكم ؟ قال : صاحبكم .
قلت : فمن أعلم بالسنة ، صاحبنا أم صاحبكم ؟ قال : اللهم صاحبكم .
قلت : فأنشدك الله : من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله ( ص ) و المتقدمين : صاحبنا أم صاحبكم ؟ قال : صاحبكم .
قال الشافعي : فلم يبق إلا القياس ، و القياس لا يكون إلا على هذه الأشياء ، فمن لم يعرف الأصول على أي شئ
يقيس .
وقد كان أئمة مدرسة الحديث بحاجة شديدة إلى من يقوم بهذا الدور الذي قام به الشافعي .
يقول الحميدي - وهو أحد أئمة الحديث النبوي المبرزين - : كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي ، فلم نحسن كيف
نرد عليهم ؛ حتى جاء الشافعي ففتح لنا .
و ذلك لما كان عليه شيوخ أهل الحديث في هذه الفترة من الضعف الفقهي ، حتى كان أصحاب الرأي يسخرون من
ضعف أهل الحديث في الفقه ، و عدم قدرتهم على استنباط الأحكام مما يرونه .
يقول أبو ثور : لما ورد الشافعي العراق جاءني حسين الكرابيسي - وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي - فقال :
ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه ، فقم بنا نسخر به . فقمت ، وذهبنا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عن مسألة :
 م ا  ا Page 9 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
فلم يزل الشافعي يقول : قال الله ، وقال رسول الله ( ص ) ؛ حتى أظلم علينا البيت ، فتركنا بدعتنا ، و اتبعناه .
و الإمامان أبو ثور و حسين الكرابيسي معدودان في كبار أصحاب الشافعي الذين نقلوا عنه المذهب .
وكما رأينا فقد كان للشافعي أثر كبير في توجه كثير من الأئمة إلى مذهب أهل الحديث ، بعد أن كانوا من أئم ة
مدرسة الرأي .
يقول أبو ثور أيضًا : كنت أنا و إسحاق بن راهوية ، و حسين الكرابيسي - وذكر جماعة من العراقيين - ما تركنا
بدعتنا حتى رأينا الشافعي .
-4-7 أطوار المذهب الشافعي :
مر المذهب الشافعي بعدة أطوار :
أ - طور الإعداد و التكوين : ابتدأ هذا الطور بعد وفاة الإمام مالك سنة 179 ه ، و استمر فتر ة طويلة حيث استغرق
حوالي ستة عشر عامًا إلى أن قدم الشافعي إلى بغداد للمرة الثانية 195 ه .
ب - طور الظهور للمذهب القديم : احتلت هذه المرحلة الفترة ، الزمنية من وقت قدوم الشافعي بغداد المر ة الثانية سنة
195 ه إلى رحيله إلى مصر سنة 199 ه .
ج - طور النضج و الاكتمال لمذهبه الجديد : و بدأ بقدومه إلى مصر سنة 199 ه ، و حتى وفاته رحمه الله تعالى
سنة 204 ه .
د- طور التخريج و التذييل : ابتدأ هذا الطور من بعد وفاة الإمام الشافعي ، و شغل فترة طويلة امتدت حتى منتصف
القرن الخامس الهجري ، و ربما وصل به بعض الباحثين إلى القرن السابع الهجري .
وفي هذا الطور نشط الأصحاب و المجتهدون في المذهب إلى استخراج المسائل من أصوله ، و توجيه أقواله ، و
تخريج المسائل على قواعده .
ه - طور الاستقرار : حيث استقرت مدارس المذهب ، وقام العديد من العلماء بوضع الكتب الفقهية الواسعة التي
تجمع بين مدارس و مناهج الشافعية المختلفة ، و الترجيح بينها، ثم وضع الكتب المختصرة في المذهب التي تشمل
على الراجح في المذهب ، وشرح هذه المختصرات بطريقة مدرسية .
-5-7 بين القديم و الجديد :
اشتهر أن الشافعي رجع عن مذهبه القديم إلى مذهبه الجديد لما قدم إلى مصر بسبب ما رآه بها من اختلاف العادات .
ورغم اشتهار هذا الرأي بين عموم المثقفين ، وكثير من المتخصصين إلا أنه بعيد عن الواقع بالفعل .
ولو كان الأمر كذلك لبقي أصحاب الشافعي بالعراق على مذهبه القديم لكونه أنسب لبلدهم .
و المتتبع للمسائل التي خالف فيها القديم الجديد : يجد أن البحث فيها متعلق بالترجيح من حيث الدليل .
كما أن المسائل التي رأي فيها فقهاء الشافعية أن القديم أرجح فيها من الجديد : إنما رأوا ذلك لرجحان دليل القديم ، لا
لكونهم عراقيين .
سئل الإمام أحمد : ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين ، أحب إليك أو التي بمصر ؟ قال : عليك بالكتب التي
وضعها بمصر ؛ فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ، ولم يحكمها ، ثم رجع إلى مصر ، فأحكم تلك .
و يقول عمرو بن سواد السرحى : قال لي الشافعي : ما لك لا تكتب كتبي . فسكت . فقال له رجل : إنه يزعم أنك
كتبت ، ثم غيرت . ثم كتبت ، ثم غيرت . فقال الشافعي : الآن حمى الوطيس .
يريد الشافعي : قد تعين شرح جلية الأمر ، و تحتم الكشف عن حقيقة السر ، و ذلك أن المجتهد إذا ما صح الدليل لديه
وجب عليه العمل بموجبه ، فإذا تبين له بعد ذلك دليل أقوى منه يدل على خلاف حكمه الأول وجب عليه الرجوع عن
الحكم الأول إلى الحكم الثاني ، فالتغيير لم ينشأ عن شك و اضطراب ، بل عن بحث واجتهاد وتحر للصواب .
-6-7 المذهب الجديد :
عن بحر بن نصر الخولانى المصري قال : قدم الشافعي من الحجاز ، فبقي بمصر أربع سنين ، ووضع هذه الكتب في
أربع سنين ثم مات .
-7-7 أسس المذهب :
-1 اتباع الكتب و السن ة :
تقدم بيان اتباع الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - للسنة النبوية الشريفة حتى أنه قال : كل حديث عن النبي ( ص )
فهو قولي ، وإن لم تسمعوه مني .
-2 اتباع الحق و الدليل :
 م ا  ا Page 10 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
وهذه من أهم مميزات مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - فما كان يحول بينه و بين اتباع للدليل حائل من
متابعة عمل أهل بلده ، أو تقليد أحد من الأئمة السابقين عليه ، فنجد مث ً لا الإمام مالك يرى عمل أهل المدينة حجة يأخذ
بها ولا يدعه لمرويات أحد من أهل البلاد الأخرى ، ويرى أن عمل أهل المدينة هو آخر الأمر من رسول الله
( ص ) . بينما كان الإمام أبو حنيفة يأخذ بما كان عليه أهل عليه بلده بالعراق ، ولا يخالفهم .
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - للإمام أحمد بن حنبل : أنتم أعلم بالحديث و الرجال مني ، فإذا كان الحديث
صحيحًا فأعلموني : كوفيًا كان أو بصري ًا أو شاميًا ؛ حتى أذهب إليه إن كان صحيحًا .
-3 الاهتمام بأقوال الصحابة :
حيث كان الشافعي يرى أن أقوال الصحابة فيما اتفقوا عليه حجة أما إذا اختلف الصحابة في مسألة فيحتاج الأمر إل ى
الترجيح بينهم بدليل آخر .
ويرى الشافعي أنه إذا انفرد الصحابي بقول ولم يوجد في المسألة نص من الكتاب أو السنة فإن هذا القول أولى من
القياس .
و إذا كان قول الصحابي في الأمور التي فيها مجال للاجتهاد ، فقد رأي الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - أن قول
الصحابي ليس بحجة على غيره من المجتهدين .
-4 الأخذ بالقياس :
وقف الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - في القياس موقفًا وسطًا ، فلم يتشدد فيه تشدد الإمام مالك ، ولم يتوسع فيه
توسع الإمام أبى حنيفة . ومع هذا فكان الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يرى للقياس أهمية كبيرة في العلمية
الفقهية ، حتى جعله هو و الاجتهاد بمعنى واحد وكان رحمه الله تعالى يقول : الاجتهاد القياس .
-5 اعتبار الأصل في الأشياء :
من الأسس التي بني عليها الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - مذهبه فيما لم يرد فيه نص أن الأصل في المنافع
الإباحة ، و الأصل في المضار التحريم .
-6 الاستصحاب :
وهو عبارة عن ثبوت أمر في الزمان الثاني بما على ثبوته في الزمان الأول . فإذا عرفنا حكمًا من الأحكام في الزمن
الماضي ، ولم يظهر لنا ما يدل على عدمه ، حكمنا الآن في الزمان الثاني بأنه لازال باقيًا على ما كان عليه ؛ لأنه لم
يظن عدمه ، وكل كذلك فهو مظنون البقاء .
ومن ذلك مث ً لا أن الأصل براءة ذمة الإنسان حتى يقوم الدليل على شغلها بواجب أو حق عليه ، فنستصحب هذه البراءة
فيما لو اتهم إنسان بدين أو حق يتعلق بذمته ، ولا بينة عليه ، فنستصحب الأصل في براءة ذمته .
-7 الاستقرار :
وهو عبارة عن تتبع أمور جزئية ليحكم بحكمها على أمر يشتمل على تلك الجزئيات ، حيث يستدل بإثبات الحكم
للجزئيات بعد تتبع حالها على ثبوت الحكم الكلي لتلك الجزئيات ، وبواسطة ثبوته للكلى يثبت للصورة المتنازع في
حكمها .
ومثاله الاستدلال على أن الوتر مندوب و ليس بواجب بأن الوتر يؤدي على الدابة في السفر ، وقد ثبت بتتبع أحوال
النبي ( ص) أنه ما كان يصلى الفرائض على الدابة ، و إنما كان يصلى النوافل فقط ، فلما صلي الوتر على الدابة
علمنا أنه مندوب ، وحملنا ما روى مما يوهم ظاهرة وجوب الوتر على تأكيد الاستحباب .
-8 الأخذ بأقل ما قيل :
حيث يرى الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - أن نأخذ بأقل ما قيل في المسألة ، إذا كان الأقل جزءًا من الأكثر ، ولم
يجد دلي ً لا غيره .
فهذا الأصل عند الإمام الشافعي يستعمله عن عدم وجود دليل آخر في المسألة ، فيعمل به ، لأنه قد حصل الإجماع
الضمني على الأقل .
ومثاله دية الذمي . فقد اختلف العلماء فيها على ثلاثة الأقوال .
فقيل : إنها ثلث دية المسلم .
وقيل : إنها نصف دية المسلم ، و هو مذهب المالكية .
وقيل : إنها كدي ة المسلم ، وهو مذهب الحنفية .
فأخذ الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - بالثلث ، بناء على أن الثلث أقل ما قيل في المسألة ، وهو مجمع عليه ، لأنه
 م ا  ا Page 11 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
مندرج ضمن قول من أوجب النصف ، أو الكل ، و الأصل براءة الذمة بالنسبة لمن سيدفع الدية ، فلا يجب عليه شئ
إلا بدليل يوجب الزيادة على الثلث ، وإنما أوجبنا عليه الثلث للإجماع .
فهذه هي الأدلة التي بني عليها الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -، بالإضافة إلى ما قرره من قواعد في استثمار
الأحكام من ألفاظ النصوص الشرعية ، كقواعد العام و الخاص ، و المجمل و المبين ، و المطلق و المقيد .
وعلى الجانب الآخر فقد رفض الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - بعض الأدلة التي قام بها غيره من الأئمة ، حيث
رأي الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - أنها ضعيفة ، لا يصح الاستدلال بها .
-1 فمما رده من الأدلة : المصالح المرسلة :
فقد قبل الإمام مالك المصلحة المرسلة التي لم يرد عن الشارع اعتبارها أو إلغاؤها . فمن ذلك أنه يجوز عند الإمام
مالك ضرب المتهم بالسرقة حتى يقر .
ولكن رد الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - هذا الدليل ، ولم ير الأخذ به ، وتابعه على ذلك جمهور العلماء .
-2 ومما رده الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - من الأدلة : الاستحسان :
فقد رأي الحنفية العمل بالاستحسان ، وهو ترجيح القياس الخفي على القياس الجلي في بعض المسائل (
[4]
. (
ومن ذلك تصحيح الحنفية بيع المعاطاة ( بأن يأخذ المشترى بضاعته من البائع ويعطيه الثمن دون التعاقد باللفظ على
ذلك ) لا طراد عرف الناس وعاداتهم على التعامل ، فالاعصار لا تنفك عنها ، و يغلب على الظن جريانها في عهد
النبي ( ص ) ، فجاز العمل بها استحسانًا .
ورد الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - المعاطاة لمخالفتها لعموم الأدلة و القياس التي توجب التعاقد في عملية البيع ،
و تشترط الإيجاب و القبول .
وليس المراد بالاستحسان : التشريع تبع ًا للهوى و استحسانًا له دون دليل شرعي ، فهذا أمر اتفق الأئمة جميعًا على
إبطاله ورده .
-3 ومما رده الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - : القول بعمل أهل المدينة :
فقد ذهب الإمام مالك إلى أن عمل أهل المدينة فيما أجمعوا عليه حجة ؛ لأنه الآخر من عمل النبي ( ص ) .
ورد الشافعي هذا الدليل : لأن الصحابة قد انتشروا في البلدان مع الفتوح ، وحمل كل منهم عن النبي ( ص ) العلم
الكثير و نشره في البلاد ، فليس العلم بما كان أمر النبي ( ص ) مقتصرًا على أهل المدينة .
-4 ومن الأدلة المردودة في مذهب الشافعي : شرع من قبلنا :
فقد ذهب بعض العلماء إلى أننا متعبدون بما صح من شرائع من قبلنا ، بطريق الوحي دلى النبي ( ص ) بما في
شرعهم ، لا بطرق كتبهم المبدلة .
ولكن رد الشافعية هذا القول ، لأن الإسلام قد نسخ كل الشرائع التي قبله ، فلم يبق فيها حجة .
-9 الشافعي وعلم الأصول :
من المشهور أن الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - هو واضع علم الأصول .
يقول الإمام حسين الكرابيسي ( أحد الفقهاء الكبار ) وقد سئل عن الشافعي ، فقال : ما أقول في رجل ابتدأ في أفواه
للناس : الكتاب و السنة و الاتفاق ( يعني أول من أطلق هذه العبارة ) ، ما كنا ندرى ما الكتاب و السنة - نحن ولا
الأولون - حتى سمعنا من الشافعي الكتاب و السنة و الإجماع .
-9 مصنفات الشافعي :
-1-9 أهميتها :
لمؤلفات الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - أهميتها البالغة لا بالنسبة إلينا كجزء من تراثنا الفقهي ، بل لها أهميتها
الراسخة منذ وضعت .
يسافر ابن وارة إلى مصر ثم يرجع إلى بغداد فيسأله أحمد: أكتبت كتب الشافعي ؟ قال : لا . فقال : فرطت ، ما علمنا
المجمل من المفصل ، ولا ناسخ حديث رسول الله ( ص ) من منسوخه حتى جالسنا الشافعي . قال : ما ترى من
الكتب أن أنظر فيه ليفتح لي الآثار : رأي مالك أو الثوري أو الأوزاعي . فقال أحمد : عليك بالشافعي فإنه أكثرهم
صوابًا . قال : فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين ، أحب إليك أو التي بمصر ؟ قال : عليك بالكتب التي
وضعها بمصر ؛ فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ، ولم يحكمها ، ثم رجع إلى مصر ، فأحكم تلك . قال ابن وارة : فلما
سمعت ذلك من أحمد عزمت على الرجوع إلى مصر .
 م ا  ا Page 12 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
بل كان اعتماد الإمام أحمد في الفقه عليها ، حتى قال : لم أنظر في كتاب أحد ممن وضع كتب الفقه غير الشافعي .
وبلغ من أهمية كتب الشافعي أن الإمام إسحاق بن راهوية تزوج امرأة أرمل مدينة مرو ، لم يتزوجها إلا لأن روجها
الأول كان عنده كتب الشافعي . وقد أثرت مصنفات الشافعي في المؤلفين من عصره و إلى يومنا هذا ، فهذا الإمام
إسحاق بن راهوية يضع جامعة الكبير على كتاب الشافعي ، ويتبع أثر الشافعي فيه .
فمما ألفه الإمام الشافعي أو جمعه أصحابه له :
-1 الأم ( مطبوع ) .
-2 جامع المزني الكبير .
-3 جامع المزني ( مطبوع ) .
-4 مختصر المزني ( مطبوع ) .
-5 مختصر الربيع .
-6 مختصر البويطي .
-7 كتاب حرملة .
-8 كتاب الحجة وهو المذهب القديم .
-9 الرسالة الجديدة ( مطبوع ) .
-10 الرسالة القديمة .
-11 الأمالي .
-12 الإملاء .
-13 أحكام القرآن ( مطبوع ) .
-14 مسند الشافعي ( مطبوع ) .
-15 السنن للشافعي ( مطبوع ) .
16
-1-10 مجالسة العلمية :
كان للإمام مجلس علمي بالحرم المكي ، وقد عقد هذا المجلس مبكرًا في حياة شيوخه ، وفي الوقت الذي كان أقرانه
ومن قاربه في السن مازالوا في دور طلب العلم . وقد تقدم في قصة الإمام أحمد و الإمام الحميدي من الشافعي رحمه
الله على الجميع ، ما يوضح لنا هذه القضية .
أما مجالسه في مصر فيحكى لنا عنها صاحبه الربيع بن سليمان فيقول : كان الشافعي - رحمه الله تعالى - يجلس في
حلقته إذا صلى الصبح ، فيجيئه أهل القرآن ، فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه في تفسيره ومعانيه
، فإذا ارتفعت الشمس قاموا ، فاستوت الحلقة للمذاكرة و النظر ، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية و
العروض و النحو و الشعر ، فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار ، ثم ينصرف - رحمه الله تعالى - .
-2-10 حبه للتصنيف :
كان للإمام الشافعي تعلق فكري عجيب في مسائله ، فلا يزال ذهنه متفكرًا في المسائل ، حتى ربما يعرض له المعنى
اللطيف لي ً لا فيأمر بالمصباح فيوقد ليسارع بكتابة ما ظهر له خشية أن ينساه .
يقول الحميدي : خرجت من الشافعي إلى مصر ، وكان هو سكاننًا في العلو ، و نحن في الأوساط ، فربما خرجت في
بعض الليل ، فأصيح بالغلام - يعني الخادم - فيسمع الشافعي صوتي فيقول : بحقي عليك أرق ، فأرقى ، فإذا قرطاس
و دواة ؛ مه ؛ يا أبا عبد الله . فيقول : فتفكرت في معنى حديث - أو في مسألة - فخفت أن يذهب على ، فأمرت
بالمصباح و كتبته .
وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقسم ليله ثلاثة أثلاث ، في الأول يكتب ، و في الثاني ينام ، وفي الثالث يصلى .
-3-10 مناظراته :
للشافعي مناظرات ممتعة ، تظهر فيها قدرات الشافعي العقلية ، و العلمية ، كما تظهر حبه للإنصاف .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ما ناظرت أحدًا فأحببت أن يخطئ ، وما في قلبي من علم إلا وددت أنه عند كل
أحد ، ولا ينسب إلى .
ويحلف الشافعي يومًا ويقول : ما ناظرت أحدًا إلا على النصيحة .
ولكن كان الشافعي مدركًا لمنزلته العلمية تمام الإدراك ، لا يظلم نفسه ، ولا يضعها في غير منزلتها ، فما كان يقبل
مناظرة أي أحد ، ويشترط أن يكون مناظرة قريبًا منه في الدرجة العلمية .
قال له الفضل بن الربيع حاجت هارون الرشيد : أحب أن أسمع مناظرتك للحسن بن زياد اللؤلؤى .
قال الشافعي : ليس اللؤلؤي في هذا الحد ، ولكن أحضر بعض أصحابي ، حتى يكلمه بحضرتك .
فقال : أو ذاك .
فحضر الشافعي ، و أحضر معه رج ً لا من أصحابه كوفيًا كان ينتحل قول أبى حنيفة وصار من أصحابه . فلما دخل
اللؤلؤي أقبل عليه ، و الشافعي حاضر بحضر ة الفضل بن الربيع ، فقال له : إن أهل المدينة ينكرون على أصحابنا
بعض قولهم ، و أريد أن أسأل عن مسألة من ذلك .
فقال اللؤلؤي : سل .
فقال له : ما تقول في رجل قذف محصنة ، وهو في الصلاة ؟
قال : اللؤلؤي : صلاته فاسدة .
فقال له : فما حال طهارته ؟
فقال اللؤلؤي : طهارته بحالها ، ولا ينقض قذف طهارته .
فقال له : فما تقول إن ضحك في صلاته ؟
قال اللؤلؤي : يعيد الطهارة و الصلاة .
فقال له : فقذف المحصنة في الصلاة أيسر من الضحك فيها ؟
فقال اللؤلؤي : وقفنا في هذا ، ثم وثب فمضى . فاستضحك الفضل بن الربيع . فقال له الشافعي : ألم أقل إنه ليس في
هذا الحد.
-11 صفاته :
-1-11 تكوينه النفسي :
-1 قرشيته :لعل من أول المؤثرات في تكوين شخصية الإمام الشافعي كونه من قريش ، وقد رأينا كيف أن قرشيته
هي التي دفعت بوالدته كي ترحل به مبكرًا إلى مكة كي ينشأ في وسط أقرانه من قريش على ذات الصفات و
 م ا  ا Page 14 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
الأخلاق و الوسط الاجتماعي و الثقافي و السياسي و الاقتصادي قبل الإسلام ، ثم تعضد هذا الوضع و امتداده بعد
الإسلام بخروج النبي ( ص ) من قريش ، ثم توالى الخلفاء الراشدون ثم الدولة الأموية ، ثم الدولة العباسية و
جميعهم ينتسبون إلى أرقى بيوتات قريش و أقواها .
ولا ريب أن من كان هذا نسبه فإنه يؤثر في تكوينه تأثيرًا لا ينكر .
ومن الطبيعي أن القريشيين كانوا محل حسد وغيرة بسبب مكانتهم الاجتماعية المتميزة .
يحكى لنا الحميدي عن نفسه ما يوضح لنا ذلك ، في قصة طريفة عن أول مجلس حضره للإمام الشافعي - رحمه الله
تعالى - يقول الحميدي : جلسنا إلى الشافعي ، ودارت مسائل ، فما قمنا قال لي أحمد ابن حنبل : كيف رأيت فجعلت
أتتبع ما كان أخطأ فيه ، وكان ذلك منى بالقرشية ( يعني من الحسد ) . فقال لي أحمد بن حنبل : فأنت لا ترضى أن
يكون رجل من قريش يكون له هذه المعرفة وهذا البيان ، وتمر مائة مسألة يخطئ خمسًا أو عشرًا ؛ اترك ما أخطأ ،
وخذ ما أصاب .
يقول الربيع بن سليمان : كان الشافعي عربي النفس عربي اللسان .
وكانت قرشية الشافعي أحد دعائم تكوينه النفسي ، ناظر ذات يوم محمد بن
الحسن فغلبه ، بحضور هرثمة بن أعين أحد خواص قواد هارون الرشيد ، فكتب هرثمة الخبر ، ودخل به على هارون
الرشيد ، فقال : أكان يأمن محمد بن الحسن أن يقطعه رجل من بني عبد مناف ؟ فاخرج إلى الشافعي و أقرئه سلامي
، وقل له :إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار ، وعجلها لك من بيت مال الحضرة ك قال الشافعي :
فخرج هرثمة ، و أقرأني سلامه ، وقال : إن أمير المؤمنين قد أمر بخمسة آلاف دينار . وقال هرثمة : لولا أن أمير
المؤمنين لا يساوي ؛ لأمرت لك بمثلها ، ولكن الق غلامي فاقبض منه أربعة آلاف دينار . فقال الشافعي : جزاك الله
خيرًا ، لولا أني لا أقبل جائزة إلا ممن هو فوقى لقبلت جائزتك ، ولكن عجل لي ما أمر به أمير المؤمنين .
فانظر كيف امتنع الشافعي - رحمه الله تعالى - من قبول جائزة هرثمة بسبب قرشيته ، وحيث لم يكن هرثمة من
قريش ، وقبلها من هارون الرشيد لكونه أعلى نسبًا منه .
-2 الجماعة العلمية : للجماعة العلمية أثر كبير في تكوين المنتسب إليها ، ولا يقتصر الأثر على الجانب العلمي وحده
، بل يمتد ليشمل كافة الجوانب الأخرى وخاصة الأخلاقية التي تمتاز بها الجماعة . وإذا نظرنا إلى الجماعة
العلمية في عصر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فسنجد الكثير من الصفات والمميزات العامة التي تركت أثرها
الكبير في شخصية الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، ولا شك أن هناك الكثير من المواقف الحياتية التي عبرت من
خلالها تلك الجماعة عن شخصيتها .
ولقد حكى لنا الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - نفسه العديد من تلك المواقف ، وحكايته لها دليل على تأثيرها فيه ،
حتى أنه اعتنى بحكايتها وروايتها لتلاميذه .
فمن ذلك ما رواه الشافعي قال : حدثني عمى محمد بن علي قال : إلي لحاضر مجلس أمير المؤمنين أبى جعفر
المنصور ، وفيه ابن أبى ذئب ( وهو أحد حفاظ الحديث البارزين ) ، و الحسن بن زيد والي المدينة ، فأتى الغفاريون
( قبيل ة من العرب منها أبو ذر الغفاري رضى الله عنه ) فشكوا إليه شيئًا من أمر الحسن . فقال : يا أمير المؤمنين ،
سل فيهم ابن أبى ذئب ؛ فسأله ؛ فقال : أشهد أنهم أهل تحكم في أعراض المسلمين ، كثيرو الأذى لهم . فقال أبو
جعفر : قد سمعتم . فاقلوا : سله عن الحسن . فقال : ما تقول فيه ؟ فقال : أشهد أنه : يحكم بغير الحق ، و يتبع
هواه . قال محمد : فجمعت ثيابي ، و السياف قائم على رأس أبى جعفر مخافة أن يأمر به فيقتل ، فيصيب دمه ثوبي .
فقال : أبو جعفر : قد سمعت يا حسن ما قاله . فقال : سله عن نفسك . فقال أبو جعفر لا بن أبى ذئب : فما تقول في ؟
قال : أو يعفيني أمير المؤمنين . فقال : و الله لتخبرني . فقال :, أشهد أنك أخذت هذا المال من غير حقه ، وجعلته في
غير أهله . فجاء أبو جعفر من موضعه ؛ حتى وضع يده في قفاه .قال محمد : فجمعت ثيابي مخافة أن يأمر به ،
فيصيب دمه ثوبي . ثم قال أبو جعفر : أما والله لولا أنا لأخذت أبناء فارس و الروم و الترك والديلم بهذا المكان
منك . فقال : قد ولي أبو بكر وعمر : فأخذا بالحق ، وقسما بالسوية ، وأخذا بأقفاء فارس والروم ، وأصغرا آنا فهم .
فخلى أبو جعفر قفاه ، و أطلق سبيله ، وقال : والله لولا أعلم أنك صادق لقتلتك .و فقال ابن أبى ذئب لأبى جعفر : أنا
والله أنصح لك أنصح لك من المهدي ( يعني ابنه ) .
ويروى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : أن محمد بن عجلان ( أحد كبار رواة الحديث ) كان يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر . قال : فخطب والي المدينة يومًا فأطال الخطبة ، فلما نزل وصلي : صاح به ابن عجلان فقال : يا هذا
اتق الله : تطيل بيانك وكلامك على منبر رسول الله ( ص ) . فأمر به فحبس فأخبر ابن أبى ذئب ، فدخل على الوالي
 م ا  ا Page 15 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
، وقال : حبست ابن عجلان ! ؟ فقال : ما يكفيه أنه يأمرنا فيما بيننا و بينه ، فنصير إلى ما يأمرنا ؛ حتى يصيح بنا
على رؤوس الناس ؛ فنستضعف . فقال ابن أبى ذئب : ابن عجلان أحمق أحمق ؛ هو يراك تأكل الحرام و تلبس
الحرام ( يعني ولا ينهاك عن ذلك ) ، ويقول : لا تطل بيانك وكلامك على منبر رسول الله ( ص ) . فقال الوالي :
أخرجوا ابن عجلان ما عليه من سبيل .
و يحكى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عن سفيان الثوري أنه دخل على أمير المؤمنين ، فجعل يتجان عليهم ، و
يمسح البساط ، ويقول : ما أحسنه ، ما أحسنه ، بكم أخذتم هذا . ثم قال : البول البول ، حتى أخرج .
فالإمام الثوري كان لا يحب الدخول على السلطان ، فأراد أن يحتال بما فعل ليعتقدوا فيه الجنون ، فيزهدوا فيه ،
ويتباعد عنهم .
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : سمعت مالك بن أنس يقول : سمعت ابن عجلان يقول : إذا أغفل العالم ( لا
أدرى ) : أصيب مقاتله .
و يحكى الشافعي موقفًا من مواقف الجود الذي كان من أخص صفاته ، فيقول : عاتب رجاء بن حيوة الزهري في
الإنفاق والدين ( وكان الزهري يستدين لينفق على أصحابه ، و ينفق في وجوه البر ) فقال : لا تأمن من أن يمسك
عنك هؤلاء القوم ؛ فتكون قد حملت على أمانتك ، فوعده أن يقصر . فمر به رجاء ابن حيوة يومأ وقد وضع الطعام ،
ونصب موائد العسل . فقال ه رجاء : هذا الذي افترقنا عليه ؟ فقال له الزهري :أنزل ؛ فإن السخي لا تؤدبه
التجارب .
-2-11 بيان بعض من صفاته رحمه الله تعالى :
-1 علو الهمة :
كان الإمام الشافعي عالي الهمة إلى الغابة منها .
فمن ذلك ما يحكيه الحميدي : خرجت مع الشافعي إلى مصر ، وكان هو ساكنًا في العلو ، و نحن في الأوساط ، فربما
خرجت في بعض الليل ، فأرى المصباح ؛ فأصيح بالغلام - يعني الخادم - فيسمع الشافعي صوتي فيقول : بحقي
عليك أرق ، فأرقى ، فإذا قرطاس ودواة ؛ فأقول : مه يا أبا عبد الله . فيقول : تفكرت في معني حديث - أو في مسألة
- فخفت أن يذهب على ، فأمرت بالمصباح و كتبته .
-2 لطفه بأصحابه :
كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لطيفًا بأصحابه رقيق الحاشي ة، وكان لأصحابه تعلق كبير به ، يرحلون معه إذا
رحل و يسكن كثير منهم حوله و بالقرب منه ، حتى لا يفوتهم منه شئ . وفيما حكاه لنا الحميدي في النقطة السابق ة ما
يوضح لنا طرفًا من ذلك .
-3 صلاحه وحبه للصالحين :
كان الشافعي من كبار الصالحين و العباد ، لا يترك قيام الليل ، فكان يقسم ليله ثلاثًا ثلث يؤلف ، ثلث ينام .
وكان له مع صالحي أهل زمانه ود و أنس .
أرسل يومًا تلميذه حرملة إلى إدريس بن يحيى العابد مالك و المتوفى بمصر سن ة( 211 ) ، وقال لحرمل ة : قل له يدعو
الله لي .
-4 عبادته :
كان الشافعي رحمه الله تعالى كثير العبادة محبًا للصلاة ، وتلاوة القرآن ، وقيام الليل ، يحدثنا الربيع بن سليمان
المرادي عن صلاة شيخه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في رمضان فيقول : كان الشافعي يختم القرآن في شهر
رمضان ستين مرة ، كل ذلك في صلاة.
يقول الإمام الحسين الكرابيسي : بت مع الشافعي ثمانين ليلة ، وكان يصلى نحو ثلث الليل ، فما رأيته يزيد على
الخمسين آية ، فإذا كثر فمائة ، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله تعالى لنفسه ، وللمؤمنين أجمعين ، ولا يمر بآية
عذاب إلا تعوذ بالله منها ، وسأل النجاة لنفسه و لجميع المؤمنين ، وكان جمع فيه الخوف و الرجاء معًا .
-5 ورعه :
أراد الشافعي الخروج إلى مكة ، فأسلم إلى قصار ( يعني : خياط ) ثيابًا بغدادية مرتفعة الثمن ، فوقع حريق ، فاحترق
دكان القصار و الثياب ، فجاء القصار ومعه قوم يتحمل بهم على الشافعي في تأخيره ليدفع إليه قيمة الثياب . فقال له
الشافعي : قد اختلف أهل العلم في تضمين القصار ، ولم أتبين أن الضمان يجب ، فلست أضمنك شيئًا .
ودخل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يومًا على خادم للرشيد وهو في بيت قد فرش بالديباج ، فلما وضع الشافعي
 م ا  ا Page 16 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
رجله على العتب ة أبصره ، فرجع ولم يدخل . فقال له الخادم : أدخل . فقال الشافعي : لا يحل افتراش هذا .
-6 تواضعه :
كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى متواضعًا ، لا يحب الشهرة ، ولا يحب الثناء على ما كان معه من العلم ، على
رغم ما كان فيه من الشهرة الواسعة .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس : أوجر (
[5]
) عليه ، ولا يحمدوني .
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى للإمام أحمد بن حنبل : أنتم أعلم بالحديث و الرجال مني ، فإذا كان الحديث
صحيحًا فأعلموني .
ومع هذا فيقول الإمام أحمد : ما استفاد منا أكثر مما استفدنا منه .
ومع تواضع الشافعي فإنه ما كان يريق وجهه لكل أحد ، وقد تقدم رفضه قبول جائزة هر ثمة بن أعين .
كما كان الشافعي مدركًا لمنزلته العلمية تمام الإدراك ، لا يظلم نفسه ، ولا يضعها في غير منزلتها ، وقد ذكرنا في
مناظرات هيبته:
كانت
الشافعي أنه ما كان يقبل مناظرة أي أحد ، ويشترط أن يكون مناظره نظيرًا له في الدرجة العلمية .
-7 هيبته :
كانت للشافعي هيبة ، دخلت البيت ذات يوم مرضعة لبعض أهله ، معها طفل لها ، وكان الشافعي نائمًا وقت القيلولة ،
فبكى الصبي ، فخافت أن يستيقظ الشافعي ، وكانت له هيبة فوضعت يدها على فم الصبي وخرجت مبادرة ، وكان
بعيدًا ، فلم تبلغ الباب حتى اضطرب الصبي . فلما استيقظ الشافعي قال له بعض أهله يمزحون معه : و يحك يا ابن
إدريس كدت تقتل اليوم نفسًا فاحمر (
[6]
) و انتفخ وجعل يقول : وكيف ذلك . فأخبروه بالخبر ، فحلف (
[7]
) أن لا
يقيل مدة طويلة إلا و الرحى عند رأسه تصحن ، وكان إذا أراد أن يقيل جئ بالرحى حتى تطحن عند رأسه .
-8 جوده :
كان الشافعي - رحمه الله تعالى - من أجواد الناس ، يكاد لا يمسك شيئًا من كرمه وجوده ، وله في الجود مواقف
كثير ة .
دخل عليه رسول من هارون الرشيد وقال : قد أمر لك بخمسة آلاف دينار . فحمل إليه المال ، فدعا الشافعي بالحجام
، فأخذ من شعره ، و أعطاه خمسين دينارًا . ثم أخذ رقاعًا ، وصر من تلك الدنانير صررًا ، ففرقها في القرشيين الذين
هم بالضرة ، ومن هم بمكة ، حتى ما رجع إلى بيته إلا بأقل من مائة دينار .
يحكى أبو ثور أن الشافعي أراد الخروج إلى مكة ، ومعه مال ، فقلت له - وقلما كان يمسك الشيء من سماحته - :
ينبغي أن تشترى بهذا المال ضيعة تكون لك ولولدك من بعدك فخرج ، ثم قدم علينا فسألته عن ذلك المال : ما فعل
به . فقال : ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها ؛ لمعرفتي بأصلها : أكثرها قد وقفت على البيت الحرام ، ولكن
قد بسطنا مضربًا بمني يكون أصحابنا إذا حجوا ينزلون فيه .
ويقول الربيع بن سليمان : تزوجت فسألني الشافعي : كم أصدقتها ؟ فقلت : ثلاثين دينارًا . فقال : كم أعطيتها ؟ قلت :
ستة دنانير فصعد داره ، و أرسل إلى بصرة فيها أربعة و عشرون دينارًا .
ويقول محمد بن عبد الله بن الحكم : كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم و الطعام . وقال لي الشافعي :
أفلست في عمري ثلاث إفلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري ، حتى حلى ابنتي وزوجتي .
-9 تقلله من المطعم و المشرب : يقول الشافعي - رحمه الله تعالى : ما شبعت منذ ست عشر ة سنة إلا شبعة ،
اطرحتها ؛ لأن الشبع يثقل البدن ، ويقسي القلب ، و يزيل الفطنة ، و يجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة .
-10 فراسته و ذكاؤه :
كان الشافعي على درجة عالية من الفراسة و الذكاء ، ودقة الملاحظة لما حوله .
كان يقول : إذا رأيتم الكتاب في إلحاق و إصلاح فاشهدوا له بالصحة .
و ذلك لأن من نسخ كتابًا فلابد من أن يخطئ فيه ، فإذا راجعه و اكتشف خطأه أصلحه و ألحق ما فاته بالهامش ، و
أما من لم يرجع فيأتي كتابه خاليًا من الإصلاح و الإلحاق ، فيبقى خطؤه على حاله ، وهذا من ذكاء الشافعي وحسن
إدراكه للواقع ،وصحة تصوره للأمور .
 م ا  ا Page 17 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
وكان الشافعي - رحمه الله تعالى - ولعًا بالفراسة ، وكتبها ، ويحكى عن نفسه فيقول : خرجت إلى اليمن في طلب
كتب الفراس ة ، حتى كتبتها و جمعتها ، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في طريقي ، وهو محتب بفناء داره
أزرق العينين ،ناتئ الجبهة ، سناط ( أي لا لحية له ) فقلت له : هل من منزل ؟ فقال : نعم . قال الشافعي : وهذا
النعت أخبث ما يكون في الفراس ة. فأنزلني ، فرأيت أكرم رجل : بعث إلى بعشاء وطيب ، و علف لدابتي ، وفراش و
لحاف . فجعلت أتقلب الليل أجمع ، ما أصنع بهذه الكتب ؛ إذ رأيت هذا النعت في هذا الرجل ، فرأيت أكرم رجل ،
فقلت : ارم بهذه الكتب . فلما أصبحت قلت للغلام : أسرج أسرج ، فركبت ، و مررت عليه ، و قلت له : إذا قدمت
مكة ، و مررت بذي طوى فسل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي . فقال لي الرجل : أمولى لأبيك أنا ك قلت : لا .
فهل لك عندي من نعمة ؟ قلت : لا . فقال : أين ما تكلفت لك البارحة . قلت : وما هو . قال : اشتريت لك طعامًا
بدرهمين ، و إدامًا بكذا ، عطرًا بثلاثة دراهم ، وعلفًا لدابتك بدرهمين ، وكراء الفراش و اللحاف درهمان . قلت :يا
غلام أعطه ، فهل بقي من شئ ؟ قال : كراء المنزل ، فإني وسعت عليك ، وضيقت على نفسي . قال الشافعي :
فغبطت نفسي بتلك الكتب ، فقلت له بعد ذلك : هل بقي من شئ ؟ قال : امض أخزاك الله ، فما رأيت قطًا شرًا منك .
وكان الشافعي يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل : أكاتب هو ، فانظر أين يضع دواته ، فإن وضعها عن شماله أو بين
يديه فاعلم أنه ليس بكاتب .
يعني أنه ليس بكاتب محترف ، لأنه وضع دواة الحبر بعيدًا عن يده اليمنى ، فيكون أشق عليه ، و أبعد . فربما سقط
الحبر من الريشة أثناء هذه المسافة ،كما أنه ربما أصاب بيده اليسرى الدواة فقلبها ، و إذا وضع الدواة أمام الكتاب بين
يديه ربما تزحزح الكتاب أثناء عملي ة الكتابة فقلب الدواة ، كما أن الدواة تلقى بظلها على الكتاب فتحجب الضوء عنه ؛
ولهذا فإن أفضل موضع للدواة أن تكون عن يمين الكاتب .
-11 شغفه بدراسة المجتمع من حوله :
كان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ولعًا بدراسة الظاهرة الاجتماعي ة من حوله ، دائم السعي لفهم شخصيات المجتمع و
نماذجه ، وله في ذلك مواقف كثيرة .
فمن ذلك قوله : احذر الأعور و الأحول و الأعرج و الأحدب و الأشقر و الكوسج وكل من به عاهة في بدنه ، وكل
ناقص الخلق ؛ فإنه صاحب التواء و معاملته عسرة .
و يقول : ما رأيت سمينًا عاق ً لا قط إلا رج ً لا واحدًا . يريد محمد بن الحسن صاحب أبى حنيف ة فقد كان سمينًا . و
يقول : ما أفلح سمين قط ، إلا أن يكون محمد بن الحسن . قيل له : ولم ؟ قال : لأن العاقل لا يخلو من إحدى خلتين :
إما أن يغتم لآخرته و معاده ،أو يغتم لدنياه ومعاشه . و الشحم مع الغم لا ينعقد ، فإذا خلا من المعنيين صار في حد
البهائم ، فينعقد الشحم .
ويلاحظ الشافعي أثر زواج الأقارب على ضعف النسل فيقول :ليس قوم لا يخرجون نساءهم إلى رجال غيرهم في
التزويج ، ولا رجالهم إلى نساء غيرهم في التزويج إلا جاء أولادهم حمقى .
-12 فصاحته :
كان الشافعي من أفصح الناس ، و أعلم بلغات العرب ، حتى عدوه ممن تؤخذ عنه اللغة .
وقد خرج الشافعي - كما يحكى عن نفسه - إلى قبيلة هذيل بالبادية ، ليتعلم كلامها ، و يأخذ طبعها العربي ، وكانت
أفصح العرب .
يقول ابن هشام صاحب المغازي وكان بصيرًا بالعربية : الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة .
ويقول الإمام أحمد : كان الشافعي من أفصح الناس ، وكان مالك يعجبه قراءته ؛ لأنه كان فصيحًا .
و يقول أبو عبيد القاسم بن سلام ( أحد كبار الأئمة ) : كان الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة .
و يقول أحمد بن أبى سريج : ما رأيت أحد ًا أفوه ، ولا أنطق من الشافعي .
و يقول الجاحظ : نظرت في كتب هؤلاء النبغ ة الذين نبغوا في العلم ، فلم أر أحسن تأليفًا من المطلبي ، كأن كلامه
ينظم درًَا إلى د  ر .
وكان الشافعي يقول : أصحاب العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم .
يعني أنهم يفهمون من أسرار النصوص القرآنية و النبوية ما لا يفهم غيرهم لمعرفتهم بأسرار اللغة العربية و دقائقها .
-13 مواعظه وحكمه :
للشافعي مواعظ بالغة ، و أشعار رقيقة تدل على ما كان ينطوي عليه قلبه من الصلاح و التقوى وعلى ما كان يمتاز
به من العقل و الحكمة .
 م ا  ا Page 18 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
فمن ذلك أنه حضر ميتًا يومًا ، فلما سجى عليه ، نظر إليه فقال :اللهم بغناك عنه ، وفقره إليك اغفر له .
و عاتب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ابنه يومًا ، وكان فيما قال له فوعظه به : يا بني والله لو علمت أن الماء البارد
يثلم من مروءتي شيئًا - ما شربت إلا حارًا .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : إن للعقل حدًا ينتهي إليه ،كما أن للبصر حدًا ينتهي إليه .
وقال رحمه الله تعالى : سياس ة الناس أشد من سياسة الدواب .
وقال رحمه الله تعالى : اعلم أنه ليس إلى السلامة من الناس سبيل ، فانظر الذي فيه سلاحك فالزمه .
وقال رحمه الله تعالى : لا تسكنن بلدًا لا يكون فيه عالم يفتيك عن دينك ، ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك .
و أنشد الشافعي :
و لا تعطين الرأي من لا يريده فلا أنت محمود ، ولا الرأي نافعة
-14 هواياته :
يقول الإمام الشافعي عن نفسه : كانت نهمتي في شيئين : في الرمي ، و طلب العلم ، فنلت من الرمي حتى كنت
أصيب من عشرة عشرة و سكت عن العلم و هو فيه كذلك بل أكثر .
-12 وفاته رحمه الله :
-1-12 مرض الوفاة :
مرض الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مرضاً شديدًا ، وكانت علته بالبواسير ، فاشتدت عليه علته .
و يحكى تلميذه يونس بن عبد الأعلى : ما رأينا أحد ًا لقي من السقم ما لقي الشافعي ، فدخلت عليه فقال لي : يا أبا
موسى اقرأ على ما بعد العشرين و المائة من آل عمران ، و أخف القراءة ، ولا تثقل ، فقرأت عليه ، فلما أردت
القيام . قال :لا تغفل عنى ، فإني مكروب .
و ذكر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ما وضع من كتبه في مرضه فقال : لوددت أن الخلق تعلمه ولم ينسب إلى منه
شئ أبدًا .
ويقول المزني : دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه . فقلت : كيف أصبحت يا أستاذ ؟
فقال :أصبحت من الدنيا راح ً لا ، ولأخواني مفارقًا ، ولكأس المنية شاربًا ، وعلى الله واردًا ، ولسواء عملي ملاقيًا ،
فوالله ما أدرى أروحي تصير إلى الجنة ، أو إلى النار ، فأعزيها . ثم رمى بطرفه إلى السماء ، واستعبر و أنشد :
إليك إله الخلق أرفع رغبتي و إن كنت يا ذا المن و الجود مجرما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لن تزل تجود و تعفو من ة و تكرما
لولاك لم يقدر بإبليس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدما
يقول الربيع بن سليمان : لما كان مع المغرب ليلة مات الشافعي قال له ابن عمه : تنزل حتى نصلى . فقال : تجلسون
تنتظرون خروج نفسي ؟ ! فنزلنا ، ثم صعدنا ، فقلنا له :صليت أصلحك الله ؟ قال :نعم . وتوفي رحمه الله تعالى مع
العشا ء الآخرة .
-2-12 وفاته :
توفي رحمه الله كما يحكى تلميذه الربيع بن سليمان : ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة بعد ما صلي المغرب ، آخر يوم
من رجب ، و دفناه يوم الجمعة ، فانصرفوا ، فرأوا هلال شعبان سنة أربع ومائتين . فيكون رحمه الله عاش أربعا
وخمسين سنة .
* * *
الباب الثاني
طريقة العراقيين
وطريقة الخراسانيين
كان للإمام الشافعي رحمه الله تعالى تلاميذه نشروا مذهبه فقي بغداد في العراق ، و آخرون نشروا مذهبه في خراسان
، وآخرون نشروا مذهبه في مصر ، و أصبحت هناك طريقتان كبيرتان في العالم ، طريقة الخراسانيين و طريقة
العراقيين في تناول مذهب الإمام الشافعي .
 م ا  ا Page 19 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
و بدأت كل طريقة في التميز عن أختها ابتداء من أصحاب الشافعي كما سنذكره ، و أصبح لكل فريق طريقة معينة في
التفكير الفقهي ،و في الاستنباط ، و في الأصول ، إلا أنهما يعملان سويًا من خلال أصول الشافعي بالجملة ، وظل
الحال هكذا إلى أن وصلنا إلى اتحاد الطريقتين مرة أخرى في تلامذة القفال المروزي .
و أخذت الطريقتان تتلاشيان حتى انتهتا تمامًا في عصر الإمام الرافعي ،ومن بعده الإمام النووي ،ولم يعد بعد ذلك ما
يذكر في هذه العصور من الفرق بين طريقة أصحابنا الخراسانيين و أصحابنا العراقيين .
و هذه الصور ة مذهب للمذهب نجدها عند الإمام النووي حينما ذكر سلسلة التفقه التي تلقاها في الفقه الشافعي .
سلسلة المذهب الشافعي :
يقول الإمام النووي - رحمه الله تعالى : فأما أنا فأخذت الفقه قراءة و تصحيحًا و سماعًا و شرحًا و تعاليفًا عن
جماعات أولهم شيخي الإمام أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي ثم المقدسي - رضي الله عنه - ، ثم
شيخنا أبو عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم المقدسي ، ثم الدمشقي مفتى دمشق ، ثم شيخنا أبو حفص عمر بن
أسعد بن أسعد بن أبى طالب الربعي ، ثم الأربلي ، و تفقه شيوخنا على الإمام أبى عمرو بن الصلاح ،و تفقه هو على
والده فأخذ عنه الطريقتين .
أما طريقة العراقيين :فعلي أبى سعيد عبد الله بن محمد بن هب ة الله ابن علي بن أبى عسرون الموسوي ، و تفقه أبو
سعيد على القاضي أبى علي الفارقي ، و تفقه الفارقي على الشيخ أبى إسحاق الشيرازي ، الذي تفقه على القاضي أبى
الطيب الطبري طاهر بن عبد الله ، و أبو الطيب تفقه علي أبى الحسن الماسرجسى محمد بن علي بن سهل بن مصلح
، و تفقه أبو الحسن الماسر جسي على أبى إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد ، و تفقه المروزي علي ابن سريج ،
وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ، و تفقه ابن سريج على أبى القاسم عثمان بن باشر الأنماطي ، و تفقه
الأنماطي على المزني ، أبى إبراهيم إسماعيل بن يحيى ، و تفقه المزني على الإمام الشافعي .
و تفقه الإمام الشافعي على جماع ة من هم : مالك بن أنس ، و الإمام سفيان بن عيينة ، و الإمام أبو خالد مسلم بن خالد
الزنجي . أما الإمام مالك : فتفقه على ربيعة الرأي عن أنس ، و على نافع عن ابن عمر .
و أما الإمام سفيان بن عيينة فعلى : عمرو بن دينار عن ابن عمر ،و ابن عباس - رضى الله عنهما - .
و أما الإمام أبو خالد الزنجي :فعلى عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس .
و أخذ ابن عباس عن النبي ( ص ) ، وعن جماعات من الصحابة منهم :عمر بن الخطاب ،و على ، وزيد بن ثابت
رضى الله عنهم جميعًا عن سيدنا رسول الله ( ص ) .
يقول الإمام النووي :و أما طريقة أصحابنا الخراسانيين ، فأخذتها عن شيوخنا المذكورين عن ابن الصلاح عن والده
عن أبى القاسم ابن البرزي الجزري عن إلكيا الهراسي أبى الحسن على بن محمد بن علي ، و الذي تفقه على إمام
الحرمين أبى المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني عن والده أبى محمد الجويني عن القفال المروزي
الصغير ،والذي تفقه على أبى زيد المروزي عن ابن سريج على ما سبق .
ومن هنا يتبين لنا أن ابن الصلاح كان قد تلقى الطريقتين ، و أن طريق ة العراقيين و الخراسانيين مازالتا تدرسا حتى
عصر ابن الصلاح الذي جمع بينهما كما جمع بينهما قبل ذلك أبو إسحاق المروزي أيضًا .
و أبو إسحاق المروزي هو: إبراهيم بن أحمد صاحب الشرح قال عنه الإمام النووي : و حيث أطلق أبو إسحاق في
المذهب فهو المروزي ،كان إمامًا جلي ً لا غواصًا على المعاني و رعا زاهدًا ،وهو إمام جماهير أصحابنا ،و شيخ
المذهب ،و إليه تنتهي طريقة أصحابنا العراقيين و الخراسانيين - كما قدمنا في سلسلة الفقه - تفقه على أبى العباس بن
سريج ، و انتهت إليه رئاسة العلم ببغداد ، و انتشر العلم عن أصحابه في البلاد ، شرح المختصر ( يعني مختصر
المزني ) ،و صنف في الأصول ،و نشر مذهب الشافعي في العراق ، وسائر الأمصار ،وآخذ عنه الأئم ة ،و انتشر الفقه
من أصحابه في البلاد ،وخرج إلى مصر آخر عمره .
قال العبادي :وقعد في مجلس الشافعي بمصر سنة القرامطة ، و اجتمع عليه الناس ، و ضربوا إليه أكباد الإبل ، و
سار في الآفاق عن مجلسه سبعون إمامًا من أصحاب الشافعي ، وتوفي بها سنة 340 ه .
طبقات الخراسانيين :
إذا ألقينا الضوء على خراسان نجد أن مدائن خراسان كانت أربع ة :نيسابور ، و هرا ة و بلخ ،و مرو ،و مرو أعظمها و
لهذا يعبر أصحابنا بالخراسانيين تار ة و بالمراوزة أخرى ،والمراد بمرو إذا أطلقت مرو الشاهقجان ،و الشاهقجان معناه
روح الملك .
و أما مرو الروذ فإنها تستعمل مقيد ة، والروذ هو النهر بلغ ة فارس ، و النسب ة إلى مرو : المروزي ، و إلى مرو الروذ
 م ا  ا Page 20 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
المروذي ،وقد تخفف إل ى المروذى .
و الشافعية بخراسان كانت الطبقة الأولى منهم هي طبق ة أصحاب الشافعي : منهم إسحاق بن راهوية الحنظلي ، ومنهم
حامد بن يحيى ابن هانئ البلخي ،وقد أخذ عن الشافعي ، و أكثر عن سفيان بن عيينة ، ومات 202 ه في حياة
الشافعي ، ومنهم أبو سعيد الأصفهاني الحسن بن محمد بن يزيد ، وهو أول من حمل علم الشافعي إلى إصفهان ، ومنهم
أبو الحسين النيسابوري على بن سلمة بن شقيق ، و مات سنة 252 ه .
و الطبع ة الثانية طبق ة تلامذتهم ،وعلى رأسهم :أبو بكر بن إسحاق ابن خزيم ة صاحب الصحيح ، ومنهم أبو عبد الله
محمد بن نصر المروزي ، الذي ولد ببغداد سنة 202 ه ، ونشأ بنيسابور ، وتفقه بمصر على أصحاب الشافعي ، و
سكن بسمرقند إلى أن توفي سنة 294 ه ومنهم أبو محمد المروزي عبدان بن محمد بن عيسى ، تفقه على المزني ، و
منهم أبو عاصم فضيل بن محمد الفضيلي الكبير الفقيه ، فقيه هراة ومفتيها ، ومنهم أبو الحسن الصابوني ، ومنهم أبو
سعيد الدارمى ، ومنهم أبو عمرو الخفاف رئيس نيسابور ، ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي البوشنجي .
ثم بعد ذلك تلتهم طبقة ثالثة هي طبق ة تلامذة هؤلاء ،وعلى رأسهم : أبو علي الثقفي ، و أبو بكر أحمد بن إسحاق بن
أيوب الصبغي ،و أبو بكر المحمودي المروزي ، و أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي .
ثم بعد ذلك تلتهم طبقة رابعة هي تلامذ ة الطبقة الثالثة ، ومنهم أبو إسحاق المروزي تلميذ بن سريج ، و الذي تلتقي
عنده سلسلة الطريقتين كما ذكرنا عن النووي سابقًا ، و منهم أيض ًا أبو الوليد حسان بن محمد القرشي النيسابوري ،
ومنهم أبو الحسين النسوي ، ومنهم أبو بكر البيهقى ، ومنهم أبو منصور عبد الله بن مهران ، وهو من أكابر أصحاب
الوجوه .
و تأتى بعد ذلك الطبقة الخامسة ، و على رأسهم : أبو زيد المروزي ، و أبو سهل الصعلوكي ، وأبو العباس الهروي ،
و أبو حفص الهروي و غيرهم .
و هكذا تأتى الطبقة السادسة من تلامذتهم ، وعلى رأسهم : أبو بكر القفال المروزي شيخ الطريقة ، وأبو الطيب
الصعلوكي ، و أبو يعقوب الأبيوردي ، وأبو إسحاق الإسفرايينى .
ثم تأتي الطبقة السابعة ،و على رأسهم :القاضي الحسين ،و أبو علي السنجي ، و أبو بكر الصيدلاني .
ثم تأتي الطبقة الثامنة من الخراسانيين ، وعلى رأسهم : إمام الحرمين و الذي ألف كتابه الكبير( ( نهاية المطلب في
دراية المذهب ) ) و سنرى كيف أنه كان بداية لسلسلة كتب الشافعية .
ثم تأتي الطبقة التاسعة ، وهي من أواخر طبقات هذه السلسلة ، فمنهم إلكيا الهراسي، وأبو سعد المتولي ، و محيى
السنة البغوي ، و الرويانى ، ومنهم أيضًا إمام الحرمين ، حجة الإسلام الغزالي .
كتب الخراسانيين :
هناك الكثير من كتب الخراسانيين ، أشهرها مصنفات أبى علي السنجى الذي شرح مختصر المزني ، و الذي سماه
إمام الحرمين بالمذهب الكبير ، و أيضًا شرح تلخيص ابن القاص ، وشرح فروع ابن حداد ، التي اهتم الخراسانيون
بشرحها كثيرًا .
قال النووي : و اعلم أنه متى أطلق القاضي في كتب متأخري الخراسانيين كالنهاية و التتمة و التهذيب و كتب الغزالي
و نحوها فالمراد القاضي الحسين ، و متى أطلق لاقاضي في كتب متوسطي العراقيين فالمراد لاقاضي أبو حامد
المروذي . و قال ابن السبكي :ومن كتب الخراسانيين و أتباعهم : تعاليقة القاضي حسين ، و الفتاوى له ، و السلسلة
للجويني ، و الجمع و الفرق له ، و النهاية الإمام الحرمين ، و التهذيب للبغوى ، و الإبانة للفوراني ،و العمدة للفوراني
أيضًا ، و تتم ة الإبانة للمتولي ، و البسيط والوسيط و الوجيز للعجيلي ، و حواشي الوسيط لا بن السكري ، و إشكالات
الوسيط لا بن الصلاح ،و الشرح الكبير للرافعي ، و الشرح الصغير له ، و التهذيب له ،و الروضة للنووي ،
ومختصر المختصر للجويني ، و شرحه المسمى بالمعتبر ، و المحرر ،و المنهاج ، و تذكر ة العالم لأبى على ابن
سريج ، و اللباب للشيشى .
طبقات العراقيين :
ذاك ما كان من أمر الخراسانيين ، أما طبقات طريقة العراقيين ، فأولها كان من طبقة أصحاب الشافعي ، منهم :أبو
ثور إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الذي تفقه على الإمام مباشرة ، و منهم أحمد ابن حنبل الإمام المشهور ، ومنهم
أبو جعفر الخلال أحمد بن خالد البغدادي ، ومنهم أبو جعفر النهشلى ثم البغدادي ، ومنهم أبو عبد الله الصيرفي ،
ومنهم أبو عبد الرحمن أحمد بن يحيى بن عبد العزيز البغدادي ، ومنهم الحادث بن سريج النقال وهو الذي نقل كتاب
إلى عبد الرحمن بن مهدي ومات 236 ه ، ومنهم الحسن بن عبد العزيز المصري نزيل بغداد « الرسالة » الشافعي
 م ا  ا Page 21 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
،ومنهم الكرابيسي الحسين ابن علي البغدادي الذي مات في 248 ه .
و الطبقة الثانية من العراقيين كان على رأسهم : أبو القاسم الأنماطي ، و أبو بكر النيسابوري ، و أبو جعفر محمد بن
أحمد بن نصر الترمذي ، و القاضي أبو عبيد على بن الحسين بن حربويه البغدادي ، و أبو إسحاق الحربي ، و أبو
الحسن المنذري .
و الطبقة الثالثة على رأسهم : ابن سريج وهو شيخ الأصحاب ، و سالك سبيل الإنصاف ،وصاحب الأصول و الفروع
، وناقض قوانين المعترضين على الشافعي :أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج للقاضي البغدادي شيخ الشافعية شيخ
الشافعية في عصره ، ومنهم أبو سعيد الأصطخرى ، وأبو علي بن خيران ، و أبو حفص المعروف بابن الوكيل :
عمر بن عبد الله البغدادي .
و الطبقة الرابعة : وهم تلامذة الثالثة : على رأسهم أبو أسحقا المروزي ، ومنهم أبو علي بن أبى هريرة ، و أ‘و
الطيب محمد بن فضل بن مسلمة البغدادي ،و أبو بكر الصير في البغدادي ، وأبو العباس بن القاضي ، ؤ أبو جعفر
ومات « عيون المسائل في نصوص الشافعي » الاستراباذي ، و أبو بكر أحمد بن الحسين بن سهل الفارسي صاحب
350 ه ومنهم أيضًا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد القطان المتوفي 359 ه .
ثم جاءت الطبقة الخامسة ، وعلى رأسهم : الداركى وهو : أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله البغدادي شيخ العراق ،
ومنهم أبو علي الطبري ، ومنهم أبو الحسن بن المرزبان .
ثم جاءت الطبقة السادسة من بعدهم ،وهم تلامذة الطبقة الخامسة ، وعلى رأسهم : أبو حامد الإسفراييني أحمد بن محمد
بن أحمد البغدادي الذي توفي في 406 ه ، ومنهم أبو الحسن الماسرجسي ، ومنهم أبو الفضل النسوى .
و الطبقة السابعة ومنهم :أبو الحسن الماوردى صاحب كتاب الحاوي و القاضي أبو الطيب ، وسليم بن أيوب الرازي ،
و أبو الحسن المحاملى و الشاشى و البندنيجى ، والقاضي أبو سعيد الأبيوردى .
ثم جاءت الطبقة الثامنة ، وهي من خواتم طريقة العراقيين : منهم القاضي أبو السائب عقبة بن عبد الله بن موسى
الهمداني ، و أبو الحسن المحاملي الكبير ، و أبو سهل أحمد بن زياد ، والفقيه البغدادي ، و أبو بكر محمد بن عمر
الزيادي البغدادي ،و أبو محمد الجوز جاني ، و أبو الطيب الصائد الخلال صاحب كتاب العراقيين .
كتب العراقيين :
أهم كتب كانت لطريقة العراقيين ، يقول فيها الإمام النووي : واعلم أن مدار كتب أصحابنا العراقيين أو جماهير هم مع
جماعات من الخراسانيين ، على تعليق الشيخ أبى حامد الإسفراييني وهو في نحو خمسين مجلدًا ، جمع فيه من النفائس
ما لم يشارك في مجموع ة من كثر ة المسائل و الفروع ، وذكر مذاهب العلماء و بسط أدلتها و الجواب عنها . قال :
اعلم أن نسخ تعليق الشيخ أبى حامد تختلف في بعض المسائل ، وقد نبهت على كثير من ذلك في شرح تهذيب
المهذب .
ومن كتبهم أيضًا يقول الإمام السبكى : تعليقة الشيخ أبى حامد الإسفراييني ، و الذخيرة للبندنيجي ، والدريق للشيخ أبى
حامد ،وتعليقة البندنيجي أيضًا ، والمجموع و الأوسط للمحاملى ، و المقنع و اللباب و التجريد للمحاملي ، وتعليقة
القاضي أب ى الطيب الطبري ، و الحاوي ، و الإقناع للماوردي ، و اللطيف لأبي الحسين بن خيران و التقريب و
المجرد لسليم ، و الكفاية لسليم ، و الكفاية للعبدري ، و التهذيب لنصر المقدسي ، والكافي وشرح الإشارة له ،والكفاية
للمحاجري ، و التلقين لا بن سراقة ،و تذنيب الأقسام للمرعشي ، و الكافي للزبيدي ، و المطارحات لا بن اللقان ،و
الشافي للجرجاني ، و التجريد له ،و المعاياة له ، و البيان للعمراني ، و الانتصار لا بن عسرون و المرشد له .و
التنبيه و الإشار ة له ، و الشامل لأبى نصر بن الصباغ و العدة لأبى عبد الله الحسين بن علي الطبري .
فقه الطريقتين والجمع بينهما :
يقول الإمام النووي في فقه الطريقتين : اعلم أن نقل أصحابنا العراقيين لنصوص الشافعي و قواعد مذهبه ووجوه
متقدمي أصحابنا أتقن و أثبت من نقل الخراسانيين غالبًا و الخراسانيون أحسن تصرفًا و بحثًا و تفريعًا و ترتيبًا .
يقول تاج الدين السبكي في ترجمة الإمام أبى علي الحسين بن شعيب بن محمد السنجي : أول من جمع بين
الطريقتين .
وقال أيضًا عن الفوراني : إنه ذكر في خطب ة الإبانة أنه بين الأصح من الأقوال و الوجوه ، قال التاج السبكي : وهو
من أقدم .المبتدئين لهذا الأمر .
ثم قام إمام الحرمين بجمع طرق المذهب ووجوه الأصحاب المتقدمين في عمله العظيم نهاي ة المطلب في علم المذهب ،
وقام بالترجيح فيما اختلف فيه الأصحاب ، في ضوء قواعد المذهب ، وسار تلميذه الغزالي من بعده على نهجه و أكمل
 م ا  ا Page 22 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
ما بدأه وهذبه ، وفتح المجال لتهذيب المذهب و تنقيحه ، ذلك الغرض الذي خدم و ختم بجهود الإمامين الرافعي و
النووي ، ولهذا استحقا لقب الشيخين .
أعلام الشافعية :
صنف الإمام النووي كتابه المشهور تهذيب الأسماء و اللغات ، جمع فيه ما وقع من ذلك في مختصر المزني ، و
وخصصت هذه الكتب بالتصنيف لأن » : المهذب ،و التنبيه ، و الوسيط ، و الوجيز ، و الروضة ، وقال رحمه الله
الخمس ة الأولى منها مشهورة بين أصحابنا يتداو لونها أكثر تداول ،وهي سائرة في كل الأمصار ،مشهورة للخواص و
كما تشتمل طبقات ابن هداية الله الحسيني على مهمات أعلام الأصحاب . « … المبتدئين في كل الأقطار
و سنذكر منها ما تمس إليه الحاجة على سبيل الاختصار فمن ذلك :
أبو أمية الطرطوسى : محمد بن إبراهيم ، ت 273 ه .
أبو إسحاق : حيث أطلق المذهب فهو المروزي .
أبو إسحاق الإسفرايينى : إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران ، ت 418 ه .
أبو إسحاق الشيرازي : إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله الشيرازي ،ت 472 ه .
أبو إسحاق المروزي : إبراهيم بن أحمد المروزي ، شيخ المذهب ، و إليه تنتهي طريقة الخراسانيين و العراقيين ، ت
340 ه .
أبو الحسن الماوردي :علي بن محمد بن حبيب ، صاحب الحاوي ( مطبوع ) و غيره ،ت 450 ه .
أبو الحسن الماسرجسي : محمد بن علي بن سهل بن مفلح ، ت 384
أبو الحسين بن القطان :أخمد بن محمد بن أحمد بن القطان البغدادي ، ت 359 ه .
أبو الربيع الإيلاقى : طاهر بن محمد بن عبد الله ، ت 465 ه .
أبو الطيب الصعلوكي : سهل بن محمد بن سليمان العجلى ، ت 387 ه .
أبو الطيب الطبري : القاضي طاهر بن عبد الله بن طاهر ،ت 450 ه .
أبو العباس بن سريج : أحمد بن عمر بن سريج البغدادي ، إمام الأصحاب تفقه أبى القاسم الأنماطي ، وتفقه الأنماطي
على المزني ، توفي ابن سريج سنة 306 ه ، وعد مجدد قرنه .
أبو العباس بن القاص : أحمد بن أبى أحمد القاص البري ، صاحب التلخيص ، ت 335 ه .
أبو القاسم الداركي : عبد العزيز بن عبد الله ، ت 375 ه .
أبو الوليد النيسابوري : حسان بن محمد بن أحمد بن هارون ،ت 349 ه .
أبو بكر الإسماعيلي : أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني ،ت 371 ه .
أبو بكر الصبغي : أحمد بن إسحاق ، ت 342 ه .
أبو بكر الصيرفي : محمد بن عبد الله ، ت 330 ه .
أبو بكر النيسابوري : عبد الله بن محمد بن زياد ت 324 ه .
أبو بكر بن الحداد :محمد بن أحمد القاضي المصري صاحب كتاب الفروع ، من مشهورات كتب المذهب ، ت 345
ه .
أبو بكر بن المنذر : محمد بن إبراهيم بن المنذر ،صاحب التصانيف ، ت 309 ه .
أبو بكر بن لال : أحمد بن علي بن أحمد ،ت 378 ه .
أبو ثور : إبراهيم بن خالد الكلبي ، ت 240 ه .
أبو حامد الإسفراييني : أحمد بن محمد بن أحمد ،شيخ طريقة العراق ، ت 406 ه .
أبو المزوذي : أحمد بن بشر بن عامر القاضي ، ت 362 ه .
أبو زيد المروزي : محمد بن أحمد بن عبد الله ،ت 371 ه .
أبو سعد المتولي :عبد الرحمن بن مأمون ،صاحب تتم ة الإبانة ، ت 478 ه .
أبو سعيد الأصطخري : الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى ، ت 328 ه .
أبو سهل الصعلوكي : محمد بن سليمان بن محمد العجلي ، ت 369 ه .
أبو طاهر الزيادى : محمد بن محمد بن محمش بن علي ، ت بعد 400 ه .
أبو عبد الله الزبيري :الزبير بن أحمد بن سليمان ، من نسل لازبير ابن العوام - رضى الله عنه - توقس ابطيسزس
ثيب 320 ه ،
 م ا  ا Page 23 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
أبو علي الثقفي : محمد بن عبد الوهاب لانيسابوري ، ت 328 ه .
أبو علي السنجي :الحسين بن شعيب ، أخذ علي القفال والشيخ أبى حامد شيخًا الطريقتين ، وجمع بينهما في تصانيفه .
أبوعلي الطبري : الحسن بن القاسم ، ت 350 ه .
أبو علي بن أبى هريرة :القاضي الحسن بن الحسين البغدادي ،ت 345 ه .
الأبيوردي : أبو منصور علي بن الحسين ، ت 487 ه ، و أبو سهل أحمد بن علي ت 483 ه .
و غنية « جمع التوسط و الفتح بين الروضة و الشرح » الأذرعي : شهاب الدين أحمد بن عبد الله الأذرعي ، صاحب
المحتاج شرح المنهاج الفروعي ، و قوت المحتاج شرح المنهاج الفروعي أيضًا أكبر من الأول ، وهو المراد بالقوت
عند الإطلاق ، ت 708 ه .
الأنماطي : عثمان بن سعيد بن بشار ، ت 385 ه .
الأودني :أبو بكر محمد بن عبد الله الأودنى ،ت 385 ه .
الإسنوي : جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن ، صاحب التمهيد ، والمهمات و شرح المنهاج الأصولي ، و غيره ،ت
772 ه .
إمام الحرمين :ضياء الدين أبو المعالي عبد الملك بن الشيخ أبى محمد الجويني ، صاحب التصانيف ، و إمام الأصحاب
،و الإمام عند الإطلاق في كتب الفروع ، ت 478 ه .
ابن أبى عصرون :أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله الموصلي ، ت 585 ه .
ابن أبى هريرة : القاضي الحسن بن الحسين البغدادي ، ت 345 ه .
ابن الرفع ة: أبو يحيى نجم الدين أحمد بن محمد بن علي الأنصاري ، صاحب الكفاية شرح التنبيه ، والمطلب شرح
الوسيط ، و غيرها ،وهو شيخ السبكي ،ت 735 ه .
ابن السبكي :جمال الدين ،و تاج الدين ،وبهاء الدين .
ابن الصباغ :أبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد صاحب الشامل ، ت 477 ه .
ابن الصالح :تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الكردي ، صاحب التصانيف كالمقدمة في المصطلح و
الفتاوى و شرح مسلم و غيرها ، ت 643 ه .
ابن المنذر :محمد بن إبراهيم بن المنذر ، ت 309 ه .
ابن بنت الشافعي : أحمد بن محمد عبد الله المطلبي الشافعي نسبًا و مذهبًا ، أبوه ابن عم الشافعي ،و أمه زينب بنت
الإمام الشافعي رحمه الله - من كبار أئمة الأصحاب المتقدمين ، لم يكن في آل شافع بعد الإمام الشافعي أجل منه .
ابن برهان :أبو الفتح أحمد بن علي بن برهان ، ت 518 ه .
ابن خزيمة : محمد بن إسحاق ، شمس الأئمة ، صاحب الصحيح ت 311 ه ( و سأتي مزيد بيان في الحنفي ة عمن
يعرف بابن خزيم ة ) .
ابن خيران :علي بن الحسين بن صالح بن خيران البغدادي ،ت 310 ه تقريبًا .
ابن سريج :أبو العباس بن سريج ، تقدم .
ابن كج :القاضي يوسف بن أحمد الدينورى ،ت 405 ه .
ابن مرزبان :أبو الحسن علي بن أحمد البغدادي ،ت 366 ه .
الاستراباذي :أحمد بن محمد أبو جعفر الاستراباذي .
البغوي : محيى السنة الحسين بن مسعود البغوي ، صاحب التهذيب ،شرح السن ة ، وغيره ، ت 510 ه .
البندنيجي : القاضي أبو علي الحسن بن عبد الله ،صاحب الجامع والذخيرة ت 425 ه .
بهاء الدين بن السبكي :أبو حامد أحمد بن علي ،شارح التلخيص البلاغي ، وغيره ، ت 773 ه .
البوشنجي :أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ،ت 290 ه ، وأبو سعيد إسماعيل بن أبى القاسم عبد الواحد بن
إسماعيل ،ت 530 ه .
البويطي : أبو يعقوب يوسف بن يحيى القرشي ، ت 231 ه .
البيهقى :أبو بكر أحمد بن الحسين ،صاحب التصانيف ، ت 458 ه .
تاج الدين بن السبكي : شيخ الإسلام عبد الوهاب بن علي ، ت 771 ه .
الجرجاني :جماعة منهم :أبو أحمد محمد بن أحمد ،ت 373 ه .
و أبو العباس الجرجاني أحمد بن محمد القاضي صاحب كتاب المعاياة ( مطبوع ) والتحرير و البلغ ة ، ت 482 ه .
 م ا  ا Page 24 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
جمال الدين بن السبكي :الحسين بن علي ، نبغ و تفقه ، وتولي التدريس بعد ة مدارس ،وتوفي في حياة والده،سنة 755
ه .
الجويني :أبو محمد عبدالله بن يوسف والد إمام الحرمين ،ت 438 ه .
حرمل ة: أبو عبد الله حرمل ة بن يحيى بن عبد الله المصري التجيبي ، صاحب الإمام الشافعي ، وأحد رواة كتبه ، 243
ه .
الحليمى : أبو عبد الله الحسن بن الحسين ، صاحب المنهاج في شعب الإيمان ،ت 406 ه .
الحميدي : عبد الله بن الزبير ت 219 ه .
الخضري : محمد بن أحمد المروزى .
الخطيب البغدادي :أبو بكر أحمد بن الخطيب البغدادي ، صاحب التصانيف ،ت 463 ه .
الدارمي :أبو الفرج محمد بن عبد الواحد البغدادي ، ت 449 ه .
الرازي :فخر الدين عمر بن الحسين ، الإمام على الإطلاق في كتب الأصول ، ت 606 ه .
الرافعي : أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القزويني ، محرر المذهب ،ت 623 ه .
الربيع الجيزي : الربيع بن سليمان الجيزي صاحب الإمام الشافعي رحمه الله له رواي ة قليلة عن الشافعي مذكورة في
الكتب ، ت 256 ه .
الربيع المرادي : الربيع بن سليمان المرادي ، قال الشافعي له :أنت راوي ة كتبي ،فكان كما قال ،فهو أكثر أصحاب
الشافعي رواي ة عنه ، ت 270 ه .
الرواياني : عبد الواحد بن إسماعيل أبو المحاسن فخر الإسلام الرواياني ،صاحب البحر ، ت 502 ه ، وابن أخته أبو
المكارم الرويانى عبد الله بن علي صاحب العدة . وابن عمه القاضي شريح بن عبد الكريم الروياني ، صاحب روضة
الحكام ، ت 505 ه .
الزركشي : بدر الدين محمد بن بهادر ، له شرح المنهاج الفروعي ، وخادم الروضة ،و البحر المحيط في الأصول ،
وغير ذلك ، ت 794 ه .
الزعفراني :أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح ،صاحب الإمام الشافعي رحمه الله ،أحد روا ة القديم ،ت 260 ه .
السبكي : شيخ الإسلام تقي الدين علي بن عبد الكافي ، ت 756 ه ، و أبناءه :كمال الدين ،تاج الدين ،بهاء الدين .
السرجسي : أبو الحسن محمد بن علي ، ت 384 ه .
سليم الرازي : سليم بن أيوب أبو الفتح الرازي ،ت 547 ه .
السمعاني : أبو المظفر منصور بن محمد التميمى ، صاحب القواطع في أصول الفقه ،أجل ما صنف فيه ، ت 489
ه .
الشاشي : فخر الإسلام محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي ، وهو المعروف بالمستظهر ، صاحب حلية العلماء
( مطبوع ) ،ت 507 ه ( و سيأتي مزيد بيان عما ينسب إلى شاش في الحنفية ) .
شرق الدين بن المقري :إسماعيل بن أبى بكر المقري ، صاحب الإرشاد ،و الروض ، و إخلاص الناوى شرح الحاوي
الصغير و غيرها ، ت 837 ه .
الشيخ أبو حامد :أحمد بن محمد بن أحمد ، أبو حامد الإسفراييني ،شيخ طريق ة العراق ، ت 406 ه .
صاحب الإبان ة هو : الفوراني ،يأتي .
صاحب الإرشاد :شرف الدين بن المقري .
صاحب البحر :هو الروياني المتقدم .
صاحب البيان : أو الخير يحيى بن أبى الخير سالم العمراني ، ت 558 ه .
صاحب التتمة : أبو سعد المتولي ، تقدم .
صاحب التعجيز : تاج الدين عبد الرحيم بن عبد الملك ، ت 669 ه .
صاحب التقريب :أبو الحسن القاسم بن القفال الشاشي الكبير .
صاحب التلخيص :أبو العباس بن القاص ، تقدم .
صاحب التهذيب :محي السن ة الحسين بن مسعود البغوي ،صاحب شرح السنة و غيره ،ت 510 ه .
صاحب التو شيح :تاج الدين بن السبكي .
صاحب الجر جانيات : أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الروياني ، الجد الأعلى للروياني صاحب البحر ، ت 450
 م ا  ا Page 25 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
ه .
صاحب الحاوي :هو أبو الحسن الماوردي .
صاحب الذخائر :بهاء الدين أبو العلي المجلي بن نجا المخزومي الأسيوطي المصري ،الشهير بالقاضي مجلي ، ت
549 ه .
صاحب الروض :شرف الدين بن المقري ، تقدم .
صاحب الشامل : ابن الصباغ ،تقدم .
صاحب العدة : اثنان أبو المكارم الروياني عبد الله بن علي ،و أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين ، قال ابن هداي ة
العدتان كتابان جليلان ، وقف النووي على العدة لأبى عبد الله دون العدة لأبى المكارم ،والرافعي » : الله الحسيني
بالعكس ، لكن علم بعدة أبى عبد الله ، و بلغه منها النقل ،فحيث أطلق النووي في زيادات العدة فمراده :عدة أبى عبد
الله ، وحيث أطلق الرافعي في الشرحين العدة فمراده عد ة أبى المكارم ، ما يرويه عن عدة أبى عبد الله يضيفها إلى
.« صاحبها فيقول عن الحسين الطبرى في عدته
صاحب الفروع :أبو بكر بن الحداد :محمد بن أحمد القاضي المصري ، من مشهورات كتب المذهب ،ت 345 ه .
صاحب المذهب الكبير : أبو علي السنجي تقدم ، و المذهب الكبير شرح على مختصر المزني ، سماه بذلك إمام
الحرمين .
صاحب جمع الجوامع : أبو سهل أحمد بن محمد الدوري ، المعروف بابن عفريس ، ت 362 ه .
الصيدلاني :أبو بكر محمد بن داود المروزي ،ت 427 ه تقريبًا .
العبادي : أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد الهروي ، له المبسوط ، والهادي و الزيادات ، وزيادات الزيادات
،وطبقات الفقهاء المشهورة ، ت 458 ه . ولنا عبادي آخر ، وهو :ابن قاسم العبادى متأخر عنهما بقرون ،يأتي في
النحت الخطي عند الشافعية.
العز بن عبد السلام : عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام الدمشقي السلمي ، شيخ الإسلام ، ت 660 ه .
الغزالي :حج ة الإسلام محمد بن محمد ، صاحب التصانيف ،ت 505 ه .
الفارقي : أبو علي الحسن بن إبراهيم الفارقي ، ت 528 ه .
الفوراني : عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ، صاحب الإبانة ، و العمد ة ،ت 461 ه .
القاضي : في كتب متأخري الخراسانيين كالنهاية و التتمة و التهذيب و كتب الغزالي و نحوها فالمراد القاضي الحسين
، و متى أطلق القاضي في كتب متوسطي العراقيين فالمراد القاضي أبو حامد المرورذى ، ومتى أطلق في كتب
الأصول لأصحابنا فالمراد القاضي أبو بكر الباقلاني الإمام المالكي في الفروع ، ومتى أطلق في كتب المعتزل ة أو كتب
أصحابنا الأصوليين حكاية عن المعتزلة . فالمراد به القاضي الجبائى .
القاضي أبو حامد : أحمد بن بشر بن عامر القاضي ، أبو حامد المرورذي ، ت 362 ه .
القاضي حسين : الحسين بن محمد أبو علي المروزي ، ت 462 ه .
القاضي مجلي :صاحب الذخائر بها ء الدين أبو العلي المجلي بن نجا المخزومي الأسيوطي المصري ، ت 549 ه .
القفال الشاشي - القفال الكبير :أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل ،وهو المراد عند إطلاق القفال في كتب الأصول
والتفسير و الحديث و الجدل ،ت 336 ه .
القفال المروزي - القفال الصغير : عبد الله بن أحمد القفال المروزي ،شيخ طريق ة خراسان ،ت 417 ه .
الكرابيسي : الحسين بن علي بن يزيد ، صاحب الإمام الشافعي رحمه الله ، ت 248 ه .
الكرخي :أبو القاسم منصور بن عمرو ، ت 447 ه .
الكياالهراسي : أبو الحسن عماد الدين علي بن محمد الطبري ، ت 504 ه .
الماسرجسي : أبو الحسن محمد بن سهل .
المحاملي :أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الضبي ، صاحب تحرير الأدلة و المقنع ، و اللباب ،و المجموع ،و
المجرد ،ورؤوس المسائل ، ت 415 ه .
المحمودي : أبو بكر محمد بن محمود المروزي .
المروزي : محمد بن نصر ، صاحب التصانيف ، ت 294 ه .
المزني : أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى ،صاحب الإمام الشافعي رحمه الله ، مؤلف المختصر المشهور ، ت 264
ه .
 م ا  ا Page 26 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
المسعودي : محمد بن عبد الملك بن مسعود ،توفي سنة نيف وعشرين و أربعمائة .
نصر المقدسي : أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، ت 490 ه .
النووي :يحيى بن شرف أبو زكريا النووي ، شيخ المذهب ،صاحب المنهاج و الروضة ، وشرح المذهب ،والتحقيق ،
وشرح مسلم ، وتهذيب اللغات وغيرها ، ت 676 ه .
الهروي :القاضي أبو سعد محمد بن أحمد بن أبى يوسف ، صاحب الإشراف ،ت 488 ه .
ولي الدين العراقي : أحمد بن عبد الرحيم ، ابن الحافظ العراقي الشهير ، له تحرير الفتاوي ،وله تحرير اللباب ،
اختصر فيه اللباب للمحا ملي ،ت 826 ه .
و سيأتي في مبحث النحت عند الشافعية طائفة من أعلام المتأخرين من الشراح و أصحاب الحواشي .
الكتب المعتمدة في مذهب الشافعية :
ذكرنا فيما سبق طائفة من كتب أصحابنا الخراسانيين و العراقيين إلا أن هذه الكتب و غيرها قد لاقت تحقيقًا واسعً ا عند
الإمام النووي و الرافعي إلى أن قال الإ,ام بن حجر الهيثمي وغيره من المتأخرين : قد أجمع المحققون على أن الكتب
المتقدمة على الشيخين - يعني الرافعي والنووي - لا يعتد بشي ء منها إلا بعد كما البحث و التحرير ،حتى يغلب على
الظن أنه راجح مذهب الشافعي .
قالوا هذا في حكم لم يتعرض له الشيخان أو أحدهما ، فإن تعرضا له فالذي أطبق عليه المحققون أن المعتمد في
المذهب ما اتفقا عليه ، فإن اختلفا ولم يوجد لهما مرجع ،أو وجد ولكن على السواء . فالمعتمد ما قاله النووي ،و إن
وجد لأحدهما دون الآخر فالمعتمد ذو الترجيح ،فإن اتفق المتأخرون على أن ما قالاه سهو ،فلا يكون حينئذ معتمدًا لكنه
نادر جد ًا .
ثم بعد ذلك جاء ابن حجر و الرملي و شرحا المنهاج ، و ألفا في المذهب كثيرًا بطريق ة محررة ،ويقول متأخر و
الشافعية :إن المعتمد من بعدهما - الرافعي - و النووي - ابن حجر الهيتمي ، ومحمد الرملي ، فلا تجوز الفتوي بما
يخالفهما ، أي بما يخالف تحفة المحتاج لا بن حجر ، ونهاية المحتاج للرملي ؛ ذلك أن المحققين و العلماء قد قرأ وهما
على مصنفيهما حتى إن النهاية قرئت على الرملي إلى آخر في أربعمائ ة من العلماء فنقدوها وصححوها ؛ فبلغت بذلك
حد التواتر . أما التحف ة فلا يحصون كثر ة .
فإن اختلفا فأخذ علماء مصر بما قاله الرملي ، وأخذ علماء حضرموت والشام و الأكراد و أكثر اليمن و الحجاز بما
قاله ابن حجر ، وقد ألف في اختلافهما كتب منها :
. « للشيخ علي باصبرين » إثمد العينين في بعض اختلاف الشيخين
أما ما لم يتعرضا له ، فيفتى بكلام شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، وله عد ة مصنفات فقهية مطبوعة أهمها :المنهج
مختصر منهاج النووي ، وشرحه له أيض ًا ، وشرح الروض ، وشرح البهجة ، وتحرير تنقيح اللباب وشرحه .
ثم يؤخذ بكلام الشيخ الخطيب الشربيني ، وله مغن ى المحتاج شرح المنهاج ، و الإقناع شرح متن أبى شجاع ، وهما
مشهوران مطبوعان .
ثم بكلام حاشي ة الزيادي ، ثم بكلام حاشي ة ابن قاسم العبادي على تحفه ابن حجر ، وهو مطبوع معها ،ثم بكلام الشيخ
عميرة في حاشيته المشهور ة على شرح المحلى على المنهاج وهي مطبوع ة أيضًا ، ثم بكلام الشيخ على الشبراملسي
على نهاي ة الرملي وهي مطبوعة معها ، ثم بكلام حاشية الحلبي ، ثم بكلام حاشية الشوبري ، ثم بكلام حاشية العناني
،وذلك ما لم يخالفوا أصل المذهب ، هذا ما قرره المتأخرون من علماء المذهب وساروا عليه بالفعل في كتبهم
وحواشيهم وتقاريرهم إلى عصرنا هذا .
نهاي ة المطلب - دارت كتب المذهب عليه . - « النهاية » تسلسل كتب المذهب : أ - وبعد ما ألف الإمام الجويني
والنهاية هو اختصار لكتب الإمام الشافعي الأربعة التي ألفها في الفقه ، وهي : الأم ، و الإملا ء ، والبويطي ،
ومختصر المزني ، أو أنه شرح لمختصر المزني - كما قال بعضهم ، وجمع فيه طرق المذهب و أوجه الأصحاب .
ثم اختصر الغزالي النهاية إلى البسيط ، ثم اختصر البسيط إلى الوسيط ، وهو إلى الوجيز ، ثم اختصره إلى الخلاصة .
ثم اختصر الإمام النووي . « المحرر » وفي البيجرمي على شرح المنهج وغيره أن الرافعي اختصره من الوجيز
» ثم اختصر الجوهري المنهج إلى « المنهج » ثم اختصر شيخ الإسلام زكريا المنهاج إلى « المنهاج » المحرر إلى
. « النهج
ب- وشرح الرافعي الوجيز بشرحين ، صغير لم يسمه ، وكبير سماه العزيز ، فاختصر الإمام النووي العزيز إلى
« الأسني » فشرحه شيخ الإسلام زكريا شرحًا سماه « الروض » الروضة ،واختصر ابن مقري الروضة إلى
 م ا  ا Page 27 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
جاء نفسي ًا ف بابه غير أنه فقد في حياته . واختصر الروضة أيضًا الإمام « النعيم » واختصر ابن حجر الروض إلى
» غير أنه لم يكمل واختصر « الإيعاب » فشرحه ابن حجر شرحًا جمع فيه فأوعي في « العباب » المزجد في
لكنه لم يتم كما ذكره في « الخلاصة » ونظمها أيضًا نظمًا سماه « الغنية » أيضًا السيوطي مختصرًا سماه « الروضة
فهرست مؤلفاته .
بهجته » فنظمه ابن الوردي في ، « الحاوي الصغير » إلى « العزيز شرح الوجيز » ج- وكذلك اختصر القزويني
فشرحها شيخ الإسلام بشرحين . قال ابن حجر - رحمه الله - في أثناء كلامه من ذيل تحرير المقال : وقولهم إنه منذ «
صنف الإمام كتاب النهاية ، الذي شرح لمختصر المزني ، الذي رواه من كلام الشافعي - رضى الله عنه - وهو في
المذكور ة في مختصر « النهاية » ثمانية أسفار حاوي ة، لم يشتغل الناس إلا بكلام الإمام ؛ لأن تلميذه الغزالي اختصر
الوجيز » واختصره في أقل منه وسماه « الوسيط » و اختصره في أقل منه ، سماه « البسيط » مطول حافل وسماه
فجاء الرافعي وشرح الوجيز شرح ًا مختصرًا ، ثم شرح ًا مبسوطًا ما صنف في مذهب الشافعي مثله ، وأسفاره نحو
العشر ة غالبًا ، ثم جاء النووي واختصر هذا الشرح ، ونقحه ،وحرره ،واستدرك على كثير من كلامه ،مما وجده مح ً لا
و أسفاره نحو أربعمائة غالبًا ، ثم جاء المتأخرون بعده « روض ة الطالبين » للاستدراك ، وسمى هذا المختصر
» فاختلفت أغراضهم ،فمنهم المحشون ، وهم كثيرون أطالوا النفس في ذلك حتى بلغت حاشية الأذرعي التي سماها
إلى فوق الثلاثين سفرًا ، وكذلك الإسنوى حشي ، وابن العماد و البلقيني كذلك ، « التوسط بين الروضة و الشرح
هؤلاء هم فحول المتأخرين ، ثم جاء هؤلاء الأربعة الإمام الزركشي فجمع ملخص حواشيهم في كتابه المشهور ،
وهو في نحو العشرين سفرًا . ووقع لجماعه أنهم اختصروا الروض ة ،ومنهم المطول ، ، « خادم الروضة » وسماه
للشرف المقري ( ت 837 ه ) فأقبل الناس على تلك المختصرات ، فلما ظهر « كالروض » ومنهم المختصر
الروض رجع أكثر الناس إليه لمزيد اختصاره ،وتحرير عبارته ، ثم جاء شيخ الإسلام فشرحه حسنًا جدًا ، وأثر فيه
الاختصار فانثال الناس عليه ، إلى أن جاء صاحب العباب أحمد بن عمر المزجد الزبيدي فاختصر الروض ة ،وضم إليها
من فروع المذهب ما لا يحصى . وكذلك اختصر صاحب الحاوي الصغير ،والشرح الكبير اختصارًا لم يسبق إليه ،
فإنه جمع حاصل المقصود منه في ورقات نحو ثمن جزء من أجزائه العشرة فأذعن له أهل عصره : أنه في بابه ما
صنف مثله ، فأكب الناس عليه حفظًا وشروحًا . ثم نظمه صاحب البهجة ،فأكبوا عليها حفظًا وشروحًا كذلك . إلى أن
مطبوع ) فأكب الناس عليه حفظًا وشروح ًا . ) « الإرشاد » جاء الشرف المقري فاختصره في أقل منه بكثير ، وسماه
قال مقيده عفا الله عنه : وممن شرحه ابن حجر الهيثمى فشرحه بشرحين . كبير ولم يطبع ، وصغير سماه فتح الجواد
شرح الإرشاد ( مطبوع ) ، ومعه حاشية عليه لا بن حجر أيضًا .
د- :و ألف المحاملي ( ت 415 ه ) اللباب ،وهو من كتب العراقيين المعتبرة ، فاختصر الولي العراقي ( ت 826
ه ) في تحرير اللباب ، فاختصره شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ( ت 926 ه ) في تنقيح تحرير اللباب ( مطبوع )
ثم شرحه في تحفة الطلاب ( مطبوع ) ، فحشي عليه الشيخ الشرقاوي ( ت 1226 ه ) بحاشية مشهورة
( مطبوعة ) .
* * *
قائم ة المصادر
لمزيد من المعلومات عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى راجع الكتب المؤلفة عنه ، ومنها :
-1 آداب الشافعي ومناقبه للإمام عبد الرحمن بن أبى حاتم ، تحقيق الشيخ عبد الغني عبد الخالق ، مصور ة دار الكتب
العلمية ببيروت ، على الطبعة الأولى سنة 1953 م ، د ن .
-2 رحل ة الشافعي ، رواية تلميذة الربيع بن سليمان الجيزي ، ط السلفي ة، 1350 ه .
1391 ه / 1971 ه ، دار التراث . ، -3 مناقب الشافعي ، للبيهقي ، تحقيق السيد أحمد صقر ، ط 1
-4 مناقب الشافعي ، للإمام فخر الدين الرازي ، ط المكتبة العلمية ، 1279 ه .
-5 مناقب الشافعي ،للحافظ بن كثير ، تحقيق خليل إبراهيم ملا خاطر ، ط مكتبة الإمام الشافعي - الرياض ، ط
1،1412 ه 1992 م .
-6 توالى التأسيس بمعالي ابن إدريس ، للإمام ابن حجر العسقلانى ، ط الأميرية ببولاق ، الأولى ، 1301 ه .
1367 ه / 1948 ، -7 الشافعي ، حياته وعصره - آراؤه وفقهه ، للشيخ محمد أبو زهرة ، دار الفكر العربي ، ط 2
م .
-8 الإمام الشافعي ناصر السنة وواضع الأصول ،لعبد الحليم الجندي ،دار الكتاب العربي ، 1967 م .
 م ا  ا Page 28 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
[1]
- كناية عن تسلط أصحاب أبي حنيفة على أصحاب الحديث ، بسبب ضعف أصحاب الحديث في الفقه ، فربما رووا الحديث فلا يحسنون فهمه ، ولا معرفة أحكامه ، فيتسلط
عليهم أصحاب أبي حنيفة .
[2]
- قال ولي الله الدهلوي في الأنصار بيان أسباب الاختلاف ص 85 . و أما مذهب الشافعي فأكثر المذاهب مجتهدًا مطلقًا و مجتهد أخر المذهب و أكثر المذاهب أصوليًا و
متكلماً و أوفرها تفسير القرأن و شارحا للحديث وأسندها إسناد أورواية و أقواها ضبطًا النصوص الإمام ، و هذا الحق الذي لا مرية فيه نقله العلامة المنصف عبد الحي اللكنوني
. في مقدمة النافع الكبير ص 9 من تعلقيات الشيخ محمود سعيد كتابه الشذ الفواح في أخبار سيدي الشيخ عبد الفتاح ص 26
[3]
- الجمعة : 4
-9 الإمام الشافعي في مذهبيه القديم و الجديد ، للدكتور أحمد نحراوى عبد السلام الإندونيسى ، نشر المؤلف ، ط
مكتبة الشباب ، 1408 ه 1988 م .
كما أن للإمام الشافعي رحمه الله تعالى تراجم موسعة في كتاب التاريخ المشهورة راجع على سبيل المثال :
1396 ، 256 ، تحقيق الأستاذ محمد عوام ة، نشر محمد أمين دمج ، بيروت ، ط 1 : 251/ -10 الأنساب للسمعانى 70
ه 1976 م .
1966 ، 254 ، مكتبة المعارف ،بيروت ، ومكتب ة النصر بالرياض ،ط 1 :251/ -11 البداية و النهاي ة، لا بن كثير ، 10
م .
42 ، ط الهند . /1/ -12 التاريخ الكبير ،للبخاري ، 1
73 ، مصور ة دار الكتاب العربي ، بيروت ،د ت . :57/ -13 تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي ، 2
363 ، دار إحيا ء التراث العربي ، بيروت . :361/ -14 تذكرة الحفاظ ، للذهبي ، 1
67 ، مطبعة المنيرية ، د ت . :44/ -15 تهذيب الأسماء و اللغات ، للنووي ، 1
1413 ه / 1992 م . ، 381 ، مؤسسة الرسالة ، ط 1 :355/ -16 تهذيب الكمال في أسما ء الرجال ، للمزي ، 44
304 ، دار أحياء الكتب العربية عيسى :303/ -17 حسن المحاضرة ، للسيوطي ، تحقيق محمد إبراهيم أبو الفضل ، 1
387 ه / 1967 م . ، الحلبي ، ط 1
161 ، مطبعة السعادة ،د ت . :63/ -18 حلية الأولياء لأبى نعيم الأصفهاني ، 9
1402 ه / ، 99 ، مؤسسة الرسالة ،ط 1 :5/ -19 سير أعلام النبلاء ، للذهبي ، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي ، 10
1982 م .
11 ، المكتب التجاري للطباع ة والنشر ،بيروت . :9/ -20 شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، لا بن العماد الحنبلي ، 2
11 ، وما بعدها ، ط الأوقاف ،بغداد ، 1390 ه / 1970 / -21 طبقات الشافعية ،للإسنوى ،تحقيق عبد الله الجبورى ، 1
م .
186 ، ط الخانجى . :1/ -22 طبقات الشافعية الكبرى ، لتاج الدين ابن السبكي ، 1
1392 ه / 1972 م . ، 100 ، تحقيق علي محمد عمر ،مكتب ة وهب ة ،ط 1 :98/ -23 طبقات المفسرين ،للدوادي ، 2
68 ، تحقيق محسن عياض ، مطبعة النعمان ، بغداد ، : -24 طبقات النحا ة و اللغويين ، لا بن قاضي شهبة ، ص 62
1974 م .
142 ،ط عبد الحميد حنفي ، د ت . :133/ -25 الفتح المبين في طبقات الأصوليين ، للمراغى ، 1
28 ، ط الهند 1338 ه ، مصور ة منشورات مؤسس ة الأعلمى ، :13/ -26 مرآة الجنان و عبر ة اليقظان ، لليافعي ، 2
1390 ه / 1970 م . ، بيروت ، ط 2
327 ، مطبعة دار المأمون ، بيروت . :281/ -27 معجم الأدباء ، لياقوت الحموي ، 17
177 ، ط 1، دار الكتب المصرية 1349 ه / 1930 م . :176/ -28 النجوم الزاهرة ، لابن تغري بردي ، 2
181 ، ط 2، دار النشر شتاينر بفيسبادن ألمانيا ، 1401 ه / 1981 م . :171/ -29 الوافي بالوفيات ،للصفدى ، 2
169 ، تحقيق إحسان عباس ، دار صادر ، بيروت ، 1971 م . :163/ -30 وفيات الأعيان ، لا بن خلكان ، 4
* * *
 م ا  ا Page 29 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007
[4]
- الذي حرره لي شيخنا الجليل أن الخلاف في ترجيح الدليل الجلي على الخفي لا القياس .
[5]
- كانت لغة الشافعي تسهيل المهموز أي النطق ا من غير همزة فكلم ة أوجر يعني أؤجر .
[6]
- أي أصبح وجهه أحمر اللون من الفزع
[7]
- الظاهر أن حلف الشافعي كان بالله إذا لا يجوز الحلف بغيره سبحانه فكيف يتفق هذا مع ما اشتهر عنه بأنه قال : ما حلفت بالله صادقًا ولا كاذبًا ؟ أم إن هذه الكلمة غير
ثابتة عنه ؟ فليحرر .
 م ا  ا Page 30 of 30
http://www.qudsway.com/Links/Library/book/emam_shafee.htm 24-07-2007